responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 650

(1) - إلى معنى الذي لأنه جنس لا إلى لفظه.

ـ

المعنى‌

ثم أكد تعالى ما قدمه بما ضرب من الأمثال فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا الله و رسوله «لاََ تُبْطِلُوا صَدَقََاتِكُمْ بِالْمَنِّ» أي بالمنة على السائل و قيل بالمنة على الله «وَ اَلْأَذى‌ََ» بمعنى أذى صاحبها ثم ضرب تعالى مثلا لعمل المنان و عمل المنافق جميعا فإنهم إذا فعلا الفعل على غير الوجه المأمور به فإنهما لا يستحقان عليه ثوابا و هذا هو معنى الإبطال و هو إيقاع العمل على غير الوجه الذي يستحق عليه الثواب فقال «كَالَّذِي يُنْفِقُ مََالَهُ رِئََاءَ اَلنََّاسِ» هذا يدخل فيه المؤمن و الكافر إذا أخرجا المال للرئاء «وَ لاََ يُؤْمِنُ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» هذا للكافر خاصة أي لا يصدق بوحدانية الله و لا بالبعث و الجزاء و قيل أنه صفة للمنافق لأن الكافر معلن غير مراء و كل مراء كافر أو منافق «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوََانٍ» أي حجر أملس «عَلَيْهِ تُرََابٌ فَأَصََابَهُ وََابِلٌ» أي مطر عظيم القطر شديد الوقع «فَتَرَكَهُ صَلْداً» حجرا صلبا أملس شبه سبحانه فعل المنافق و المنان بالصفا الذي أزال المطر ما عليه من التراب فإنه لا يقدر أحد على رد ذلك التراب عليه كذلك إذا دفع المنان صدقة و قرن بها المن فقد أوقعها على وجه لا طريق له إلى استدراكه و تلافيه لوقوعها على الوجه الذي لا يستحق عليه الثواب فإن وجوه الأفعال تابعة لحدوث الأفعال فإذا فاتت فلا طريق إلى تلافيها و ليس في الآية ما يدل على أن الثواب الثابت المستقر يبطل و يزول بالمن فيما بعد و لا بالرياء الذي يحصل فيما يستقبل من الأوقات على ما قاله أهل الوعيد «لاََ يَقْدِرُونَ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ مِمََّا كَسَبُوا» أي لا يقدر هؤلاء على نفقتهم و لا على ثوابها و لا يعلمون أين النفقة و أين ثوابها و لا يحصلون منها على شي‌ء كما لا يحصل أحد على التراب أذهبه المطر عن الحجر فقد تضمنت الآية و الآي التي قبلها الحث على الصدقة و إنفاق المال في سبيل الخير و أبواب البر ابتغاء مرضاة الله‌و النهي عن المن و الأذى و الرياء و السمعة و النفاق و الخبر عن بطلان العمل بها و مما جاء في معناه من الحديث ما رواه ابن عباس عن النبي ص قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد يسمع أهل الجمع أين الذين كانوا يعبدون الناس قوموا خذوا أجوركم ممن عملتم له فإني لا أقبل عملا خالطه شي‌ء من الدنيا و أهلها و روي عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله من أسدى إلى مؤمن معروفا ثم آذاه بالكلام أو من عليه فقد أبطل الله صدقته ثم ضرب فيه مثلا فقال «كَالَّذِي يُنْفِقُ مََالَهُ رِئََاءَ اَلنََّاسِ» إلى قوله «اَلْكََافِرِينَ» و قال أبو عبد الله (ع) ما من شي‌ء أحب إلى من رجل سلفت مني إليه يد أتبعته أختها و أحسنت ربها له لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل‌ «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكََافِرِينَ» أي لا يثيب الكافرين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 650
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست