responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 541

(1) - لو كان محمد نبيا لاتبعه أشرافنا عن ابن عباس و قيل نزلت في عبد الله بن أبي و أصحابه يسخرون من ضعفاء المؤمنين عن مقاتل و قيل نزلت في رؤساء اليهود من بني قريظة و النضير و قينقاع سخروا من فقراء المهاجرين عن عطا و لا مانع من نزوله في جميعهم.

المعنى‌

ثم بين سبحانه أن عدولهم عن الإيمان إنما هو لإيثارهم الحياة الدنيا فقال «زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا» و فيه قولان (أحدهما) أن الشيطان زينها لهم بأن قوي دواعيهم و حسن فعل القبيح و الإخلال بالواجب إليهم فأما الله فلا يجوز أن يكون المزين لهم إياها لأنه زهد فيها و قال و اعلم أنها متاع الغرور و قال‌ قُلْ مَتََاعُ اَلدُّنْيََا قَلِيلٌ عن الحسن و الجبائي (و الآخر) أن الله زينها لهم بأن خلق فيها الأشياء المحبوبة المعجبة و بما خلق لهم من الشهوة لها كما قال‌ زُيِّنَ لِلنََّاسِ حُبُّ اَلشَّهَوََاتِ مِنَ اَلنِّسََاءِ وَ اَلْبَنِينَ وَ اَلْقَنََاطِيرِ الآية و إنما كان كذلك لأن التكليف لا يتم إلا مع الشهوة فإن الإنسان إنما يكلف بأن يدعى إلى شي‌ء تنفر نفسه عنه أو يزجر عن شي‌ء تتوق نفسه إليه‌و هذا معنى‌ قول النبي (ص) حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات‌ و إنما ذكر الفعل و هو مستند إلى الحياة لأن تأنيث الحياة غير حقيقي و هو بمعنى العيش و البقاء و نحوهما و لأنه فصل بين الفعل و الفاعل بقوله «لِلَّذِينَ كَفَرُوا» و إذا قالوا في التأنيث الحقيقي حضر القاضي اليوم امرأة و جوزوا التذكير فيه فهو في التأنيث غير الحقيقي أجوز «وَ يَسْخَرُونَ مِنَ اَلَّذِينَ آمَنُوا» و يهزءون من المؤمنين لفقرهم و قيل لإيمانهم بالبعث و جدهم في ذلك و قيل لزهدهم في الدنيا و يمكن حمله على الجميع إذ لا تنافي بين هذه الأقوال «وَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» أي الذين اجتنبوا الكفر فوق الكفار في الدرجات و قيل أراد أن تمتعهم بنعيم الآخرة أكثر من استمتاع هؤلاء في الآخرة بنعيم الدنيا و قيل أراد أن حالهم فوق هؤلاء الكفار لأنهم في عليين و هؤلاء في سجين و هذا كقوله‌ «أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا» و مثله قول حسان يعني رسول الله و أبا جهل :

(فشركما لخيركما الفداء)

و قيل أنه أراد أن حال المؤمنين في الهزء بالكفار و الضحك منهم في الآخرة حال فوق هؤلاء في الدنيا و يدل على ذلك قوله تعالى‌ «إِنَّ اَلَّذِينَ أَجْرَمُوا كََانُوا مِنَ اَلَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ» إلى قوله‌ «فَالْيَوْمَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنَ اَلْكُفََّارِ يَضْحَكُونَ» «وَ اَللََّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشََاءُ بِغَيْرِ حِسََابٍ» قيل فيه أقوال (أحدها) أن معناه يعطيهم الكثير الواسع الذي لا يدخله الحساب من كثرته‌ (و ثانيها) أنه لا يرزق الناس في الدنيا على مقابلة أعمالهم و إيمانهم و كفرهم فلا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 2  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست