responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 231

يكون عينا [1] فبعثت أشراف المدينة إلى الغلام فجاءوا به و سألوه عن حاله و ما أقدمه إلى مدينتهم. فقال: أنا ابن ملك فريران، و إنّه لمّا مات والدي غلبني أخي على الملك فهربت من يده حذرا على نفسي حتّى انتهيت إلى هذه الغابة، فلمّا ذكر الغلام ما ذكر من أمره عرفه من كان يغشى‌ [2] أرض أبيه منهم و أثنوا على أبيه خيرا، ثمّ إنّ الأشراف اختاروا الغلام أن يملّكوه عليهم و رضوا به، و كان لأهل تلك المدينة سنّة [3] إذا ملّكوا عليهم ملكا حملوه على فيل أبيض و طافوا به حوالى المدينة، فلمّا فعلوا به ذلك مرّ بباب المدينة فرأى الكتابة على الباب فأمر أن يكتب: إنّ الاجتهاد و الجمال و العقل و ما أصاب الرّجل في الدّنيا من خير أو شرّ إنّما هو بقضاء و قدر من اللّه عزّ و جلّ، و قد اعتبر ذلك بما ساق اللّه إليّ من الكرامة و الخير، ثمّ انطلق إلى مجلسه على سرير ملكه و أرسل إلى أصحابه الذين كان معهم فأحضرهم فأشرك صاحب العقل مع الوزراء، و ضمّ صاحب الاجتهاد إلى أصحاب الزرع و أمر لصاحب الجمال بمال كثير ثمّ نفاه كيلا يفتن النّساء.

ثمّ جمع علماء أرضه و ذوي الرّأي منهم و قال لهم: أمّا أصحابي فقد تيقّنوا أنّ الذي رزقهم اللّه سبحانه و تعالى من الخير إنّما هو بقضاء و قدر، و إنّما أحبّ أن تعلموا ذلك و تستيقنوه فإنّ الذي منحني اللّه و هيّأه لي إنّما كان بقدر و لم يكن بجمال و لا عقل و لا اجتهاد، و ما كنت أرجو إذ طردني أخي أن يصيبني ما يعيّشني من القوت فضلا عن أن أصيب هذه المنزلة، و ما كنت أؤمّل أن أكون بها لأني قد رأيت في هذه الأرض من هو أفضل منّي حسنا و جمالا و أشدّ اجتهادا و أحزم رأيا فساقني القضاء إلى أن اعتززت بقدر من اللّه، و كان في ذلك الجمع شيخ فنهض حتّى استوى قائما و قال: إنّك قد تكلّمت بكلام عقل و حكمة، و لكنّ الذي بلغ بك ذلك وفور عقلك و حسن ظنّك، و قد


[1] عينا جاسوسا.

[2] يغشى: يجي‌ء.

[3] سنة: عادة.

غ

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست