نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 230
من المتاع، فجلسوا يتشاورون في ناحية من المركب. و قال بعضهم لبعض: ارجعوا يومنا هذا لا نشتري منهم شيئا حتى يكسد المتاع عليهم فيرخّصوه علينا مع أنّنا محتاجون إليه و سيرخص.
فخالف ابن التّاجر الطّريق و جاء إلى أصحاب المركب فابتاع منهم ما فيه بمائة دينار نسيئة [1] و أظهر أنّه يريد أن ينقل متاعه إلى مدينة أخرى. فلمّا سمع التّجّار ذلك خافوا أن يذهب ذلك المتاع من أيديهم فاربحوه على ما اشتراه ألف درهم و أحال عليهم أصحاب المركب بالباقي و حمل ربحه إلى أصحابه و كتب على باب المدينة عقل يوم واحد ثمنه ألف درهم. فلمّا كان اليوم الرّابع قالوا لابن الملك: انطلق أنت و اكتسب لنا بقضائك و قدرك، فانطلق ابن الملك حتى أتى باب المدينة فجلس على دكّة [2] في باب المدينة.
و اتّفق أنّ ملك تلك النّاحية مات و لم يخلّف ولدا و لا أحدا ذا قرابة. فمرّوا عليه بجنازة الملك و لم يحزنه و كلهم يحزنون، فأنكروا حاله و شتمه البوّاب و قال له: من أنت يا لئيم و ما يجلسك على باب المدينة و لا نراك تحزن لموت الملك و طرده البوّاب عن الباب. فلمّا ذهبوا عاد الغلام فجلس مكانه، فلمّا دفنوا الملك و رجعوا بصر به البوّاب فغضب و قال له: أ لم أنهك عن الجلوس في هذا الموضع و أخذه فحبسه، فلمّا كان من الغد و قد اجتمع أهل تلك المدينة يتشاورون في من يملّكونه عليهم، و كلّ منهم يتطاول أن يكون صاحب الأمر و يختلفون فيما بينهم.
فقال لهم البوّاب إنّي رأيت أمس غلاما جالسا على الباب و لم أره يحزن لحزننا، فكلّمته فلم يجبني فطردته عن الباب فلمّا عدت رأيته جالسا فأدخلته السّجن مخافة أن