responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 229

أفضل ممّا ذكر. ثمّ قال ابن الأكّار: ليس في الدّنيا أفضل من الاجتهاد في العمل.

فلمّا قربوا من مدينة يقال لها مطرون جلسوا في ناحية منها يتشاورون. فقالوا لابن الأكّار: انطلق فاكتسب لنا باجتهادك طعاما ليومنا هذا. فانطلق ابن الأكّار و سأل عن عمل إذا عمله الإنسان يكتسب فيه طعام أربعة نفر، فعرّفوه أن ليس في تلك المدينة شي‌ء أعزّ من الحطب و كان الحطب منها على فرسخ‌ [1] . فانطلق ابن الأكّار فاحتطب طنّا [2] من الحطب و أتى به المدينة فباعه بدرهم و اشترى به طعاما و كتب على باب المدينة عمل يوم واحد إذا أجهد فيه الرّجل بدنه قيمته درهم، ثمّ انطلق إلى أصحابه بالطّعام فأكلوا.

فلمّا كان من الغد قالوا ينبغي للّذي قال إنّه ليس شي‌ء أعزّ من الجمال أن تكون نوبته‌ [3] ، فانطلق ابن الشّريف ليأتي المدينة ففكّر في نفسه و قال: أنا لست أحسن عملا فما يدخلني المدينة، ثمّ استحى أن يرجع إلى أصحابه بغير طعام و همّ بمفارقتهم، فانطلق حتى أسند ظهره إلى شجرة عظيمة فغلبه النّوم فنام، فمرّت به امرأة رجل من عظماء المدينة فبصرت به فأعجبها حسنه، فأرسلت خادمتها و أمرتها أن تأتيها به، فانطلقت الجارية إلى الغلام و أمرته أن يتبعها إلى مولاتها، فظلّ نهاره عندها في أرغد عيش، فلمّا كان المساء أجازته بخمسمائة درهم، فخرج و كتب على باب المدينة جمال يوم واحد يساوي خمسمائة درهم، و أتى بالدّراهم إلى أصحابه، فلمّا أصبحوا في اليوم الثّالث قالوا لابن التّاجر: انطلق أنت فاطلب لنا بعقلك و تجارتك ليومنا هذا شيئا، فانطلق ابن التّاجر فلم يزل حتى بصر بسفينة من سفن البحر كثيرة المتاع قد قدمت إلى السّاحل فخرج إليها جماعة من التّجّار يريدون أن يبتاعوا ممّا فيها


[1] الفرسخ: ثلاثة أميال فارسي معرب.

[2] الطن: حزمة القصب و نحوه الواحدة طنة.

[3] نوبته: وقته.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست