نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 228
باب ابن الملك و أصحابه
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل، فإن كان الرّجل لا يصيب الخير إلاّ بعقله و رأيه و تثبّته في الأمور كما يزعمون فما بال الرّجل الجاهل يصيب الرّفعة و الخير، و الرّجل الحكيم العاقل قد يصيب البلاء و الضّرّ. قال بيدبا:
كما أنّ الإنسان لا يبصر إلاّ بعينه و لا يسمع إلاّ بأذنه كذلك العمل إنّما هو بالحلم و العقل و التثبّت، غير أنّ القضاء و القدر يغلب على ذلك، و مثل ذلك مثل ابن الملك و أصحابه. قال الملك: و كيف كان ذلك؟
قال الفيلسوف: زعموا أنّ أربعة نفر [1] اصطحبوا في طريق واحدة، أحدهم ابن ملك، و الثّاني ابن تاجر، و الثّالث ابن شريف ذو جمال، و الرّابع ابن أكّار [2] ، و كانوا جميعا محتاجين و قد أصابهم ضرّ و جهد شديد في موضع غربة لا يملكون إلاّ ما عليهم من الثّياب. فبينما هم يمشون إذ فكّروا في أمرهم، و كان كلّ إنسان راجعا إلى طباعه و ما كان يأتيه منه الخير. فقال ابن الملك: إنّ أمر الدّنيا كلّه بالقضاء و القدر، و الذي قدّر على الإنسان يأتيه على كلّ حال و الصّبر للقضاء و القدر و انتظارهما أفضل الأمور.
و قال ابن التاجر: العقل أفضل من كلّ شيء. و قال ابن الشّريف: الجمال