responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 225

فلم يلتفت السّائح إلى ما ذكروا له من قلّة شكر الإنسان و أدلى الحبل فأخرج الصّائغ فسجد له و قال: لقد أوليتني معروفا فإن مررت يوما من الدّهر بمدينة نوادرخت فاسأل عن منزلي فأنا رجل صائغ و اسمي فلان لعلّي أكافئك بما صنعت إليّ من المعروف، فانطلق الصائغ إلى مدينته و انطلق السّائح إلى وجهته‌ [1] فعرض بعد ذلك أنّ السّائح اتّفقت له حاجة إلى تلك المدينة فانطلق فاستقبله القرد فسجد له و قبّل رجليه و اعتذر إليه و قال: إنّ القرود لا يملكون شيئا و لكن اقعد حتى آتيك. و انطلق القرد و أتاه بفاكهة طيّبة فوضعها بين يديه فأكل منها حاجته.

ثمّ إنّ السّائح انطلق حتّى دنا من باب المدينة فاستقبله الببر فخرّ له ساجدا و قال له: إنّك قد أوليتني معروفا فاطمئنّ ساعة حتّى آتيك؛ فانطلق الببر فدخل في بعض الحيطان إلى بنت الملك فقتلها و أخذ حليّها [2] فأتاه به من غير أن يعلم السّائح من أين هي. فقال في نفسه: هذه البهائم قد أولتني هذا الجزاء فكيف لو أتيت إلى الصّائغ فانّه إن كان معسرا لا يملك شيئا فسيبيع هذا الحليّ فيستوفي ثمنه فيعطيني بعضه و يأخذ بعضه و هو أعرف بثمنه، فانطلق السّائح فأتى إلى الصّائغ فلمّا رآه رحّب به و أدخله إلى بيته، فلمّا بصر بالحليّ معه عرفه و كان هو الذي صاغه لابنة الملك. فقال الصّائغ:

اطمئنّ‌ [3] حتّى آتيك بطعام فلست أرضى لك ما في البيت.

ثمّ خرج و هو يقول: قد أصبت فرصتي، أريد أن أنطلق إلى الملك و أدلّه على ذلك فتحسن منزلتي عنده، فانطلق إلى باب الملك فأرسل إليه أنّ الذي قتل ابنتك و أخذ حليّها عندي، فأرسل الملك و أتى بالسّائح، فلمّا نظر الحليّ معه لم يمهله و أمر به أن يعذّب و يطاف به في المدينة و يصلب، فلمّا فعلوا به ذلك جعل السّائح يبكي


[1] الوجهة: القصد.

[2] الحلي (بالضم) جـ حلى (بالفتح) : ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة.

[3] اطمئن: استرح.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست