responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 226

و يقول بأعلى صوته: لو أني أطعت القرد و الحيّة و الببر فيما أمرنني به و أخبرنني من قلّة شكر الإنسان لم يصر أمري إلى هذا البلاء و جعل يكرّر هذا القول، فسمعت مقالته تلك الحيّة فخرجت من جحرها فعرفته فاشتدّ عليها أمره فجعلت تحتال في خلاصه، فانطلقت حتى لدغت ابن الملك فدعا الملك أهل العلم فرقوه ليشفوه فلم يغنوا عنه شيئا.

ثمّ مضت الحيّة إلى أخت‌ [1] لها من الجنّ فأخبرتها بما صنع السّائح إليها من المعروف و ما وقع فيه فرقّت له و انطلقت إلى ابن الملك و تخايلت له‌ [2] و قالت: إنّك لا تبرأ حتى يرقيك هذا الرّجل الذي قد عاقبتموه ظلما، و انطلقت الحيّة إلى السّائح فدخلت إليه السّجن و قالت له: هذا الذي كنت نهيتك عنه من اصطناع المعروف إلى هذا الإنسان و لم تطعني، و أتته بورق ينفع من سمّها و قالت له: إذا جاءوا بك لترقي ابن الملك فاسقه من ماء هذا الورق فانّه يبرأ، و إذا سألك الملك عن حالك فاصدقه فإنّك تنجو إن شاء اللّه تعالى، و إنّ ابن الملك أخبر أباه أنّه سمع قائلا يقول: إنّك لن تبرأ حتّى يرقيك هذا السّائح الذي حبس ظلما، فدعا الملك بالسّائح و أمره أن يرقي ولده فقال: لا أحسن الرّقي و لكن اسقه من ماء هذه الشّجرة فيبرأ بإذن اللّه تعالى، فسقاه فبرئ الغلام ففرح الملك بذلك و سأله عن قصّته فأخبره، فشكره الملك و أعطاه عطيّة حسنة و أمر بالصّائغ أن يصلب فصلبوه لكذبه و انحرافه عن الشّكر و مجازاته الفعل الجميل بالقبيح.

ثمّ قال الفيلسوف للملك: ففي صنيع الصّائغ بالسّائح و كفره‌ [3] له بعد


[1] أخت: أي صديقة.

[2] تخايلت: تشبهت كتخيلت.

[3] الكفر: هنا بمعنى جحود النعمة و هو ضد الشكر.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست