responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 210

بملكي إذا هلك فيلي الأبيض و فرسي الجواد، و كيف أدعى ملكا و قد قتلت من أشار البراهمة بقتله و ما أصنع بالدّنيا بعدهم.

ثمّ إنّ الحديث فشا في الأرض بحزن الملك و همّه، فلمّا رأى إيلاذ ما نال الملك من الهمّ و الحزن فكّر في حكمته و نظر و قال: ما ينبغي لي أن أستقيل الملك فأسأله عن هذا الأمر الذي قد ناله من غير أن يدعوني، ثمّ انطلق إلى إيراخت فقال:

إنّي منذ خدمت الملك إلى الآن لم يعمل عملا إلاّ بمشورتي و رأيي، و أراه يكتم عنّي أمرا لا أعلم ما هو و لا أراه يظهر منه شيئا، و إنّي رأيته خاليا مع جماعة البرهميّين منذ ليال، و قد احتجب عنّا فيها، و أنا خائف أن يكون قد أطلعهم على شي‌ء من أسراره فلست آمنهم أن يشيروا عليه بما يضرّه و يدخل عليه منه السّوء، فقومي و ادخلي عليه فاسأليه عن أمره و شأنه و أخبريني بما هو عليه و أعلميني فإنّي لست أقدر على الدّخول عليه فلعلّ البرهميّين قد زيّنوا له أمرا و حملوه على خطّة [1] قبيحة.

و قد علمت أنّ من خلق الملك أنه إذا غضب لا يسأل أحدا و سواء عنده صغير الأمور و كبيرها. فقالت إيراخت: إنّه كان بيني و بين الملك بعض العتاب فلست بداخلة عليه في هذه الحال. فقال لها إيلاذ: لا تحملي عليه الحقد في مثل هذا و لا يخطرنّ ذلك على بالك فليس يقدر على الدّخول عليه أحد سواك، و قد سمعته كثيرا يقول ما اشتدّ غمّي و دخلت عليّ إيراخت إلاّ سرّي‌ [2] ذلك عنّي، فقومي إليه و اصفحي عنه و كلّميه بما تعلمين أنه تطيب به نفسه و يذهب الذي يجده و أعلميني بما يكون جوابه فإنّ بذلك لنا و لأهل المملكة أعظم الرّاحة.

فانطلقت إيراخت فدخلت على الملك فجلست عند رأسه فقالت: ما الذي بك


[1] الخطة (بالضم) : الحالة و الخصلة.

[2] سري عني: أي انكشف و زال.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست