responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 208

يحمله الفرق و الجزع على أن يفعل الذي نريد، و نأمره فنقول ادفع إلينا أحبّاءك و من يكرم عليك حتى نقتلهم، فإنّا قد نظرنا في كتبنا فلم نر أن يدفع عنك ما رأيت لنفسك و ما وقعت فيه من هذا الشرّ إلاّ بقتل من نسمّي لك، فإن قال الملك: و من تريدون أن تقتلوا سمّوهم لي، قلنا: نريد الملكة إيراخت أمّ جوير المحمودة أكرم نسائك عليك، و نريد جوير أحبّ بنيك إليك و أفضلهم عندك، و نريد ابن أخيك الكريم و إيلاذ خليلك و صاحب أمرك، و نريد كال الكاتب صاحب سرّك، و سيفك الذي لا يوجد مثله و الفيل الأبيض الذي لا تلحقه الخيل، و الفرس الذي هو مركبك في القتال، و نريد الفيلين العظيمين اللّذين يكونان مع الفيل الذّكر و نريد البختيّ‌ [1] السّريع القويّ.

و نريد كباريون الحكيم الفاضل العالم بالأمور لننتقم منه بما فعل بنا، ثمّ نقول له: إنّما ينبغي لك أيّها الملك أن تقتل هؤلاء الذين سمّيناهم لك ثمّ تجعل دماءهم في حوض تملأه ثمّ تقعد فيه فإذا خرجت من الحوض اجتمعنا نحن معاشر البراهمة من الآفاق الأربعة نجول حولك فنرقيك‌ [2] و نتفل عليك و نمسح عنك الدّم و نغسلك بالماء و الدّهن الطيّب، ثمّ تقوم إلى منزلك البهيّ فيدفع اللّه بذلك البلاء الذي نتخوّفه عليك فإن صبرت أيّها الملك و طابت نفسك عن أحبّائك الذين ذكرنا لك و جعلتهم فداك تخلّصت من البلاء و استقام لك ملكك و سلطانك و استخلفت من بعدهم من أحببت، و إن أنت لم تفعل تخوّفنا عليك أن يغصب ملكك أو تهلك فإن هو أطاعنا فيما نأمره قتلناه أيّ قتلة شئنا.

فلمّا أجمعوا أمرهم على ما ائتمروا به رجعوا إليه في اليوم السّابع و قالوا له أيّها الملك: إنّا نظرنا في كتبنا تفسير ما رأيت و فحصنا عن الرّأي فيما بيننا، فليكن لك أيّها


[1] البخت (بالضم) : واحد البخاتي و هي الإبل الخراسانية و البخات مقتنيها.

[2] فنرقيك: من رقيته أرقيه إذا عوذته باللّه و الرسم الرقيا.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست