نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 207
باب ايلاذ و بلاذ و ايراخت
قال دبشليم لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل، فاضرب لي مثلا في الأشياء التي يجب على الملك أن يلزم بها نفسه و يحفظ ملكه و يثبّت بها سلطانه و يكون ذلك رأس أمره و ملاكه [1] بالحلم أم بالمروءة أم بالشّجاعة أم بالجود. قال بيدبا: إنّ أحقّ ما يحفظ به الملك ملكه الحلم و به تثبت السّلطنة، و الحلم رأس الأمور و ملاكها و أجود ما كان في الملوك.
كالّذي زعموا أنّه كان ملك يدعى بلاذ و كان له وزير يدعى إيلاذ و كان متعبّدا ناسكا، فنام الملك ذات ليلة فرأى في منامه ثمانية أحلام أفزعته فاستيقظ مرعوبا، فدعا بالبراهمة و هم النّسّاك ليعبّروا رؤياه، فلمّا حضروا بين يديه قصّ عليهم ما رأى فقالوا بأجمعهم: لقد رأى الملك عجبا، فإن أمهلنا سبعة أيّام جئنا بتأويله. قال الملك: قد أمهلتكم. فخرجوا من عنده ثمّ اجتمعوا في منزل أحدهم و ائتمروا بينهم، و قالوا: قد وجدتم غلما واسعا تدركون به ثأركم و تنتقمون من عدوّكم و قد علمتم أنه قتل منّا بالأمس اثني عشر ألفا.
و ها هو قد أطلعنا على سرّه و سألنا تفسير رؤياه، فهلمّ نغلظ له القول و نخوّفه حتى
[1] ملاك الأمر (بفتح الميم و كسرها) : ما يقوم به، يقال القلب ملاك الجسم.
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 207