responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 206

كان جورا و ظلما، فتركت الصّيد و انصرفت عن أكل اللحم إلى أكل الثّمار و النّسك و العبادة. فلمّا رأى ذلك الورشان‌ [1] و كان صاحب تلك الغيضة و كان عيشه من الثّمار قال لها: قد كنت أظنّ أنّ الشّجر عامنا هذا لم يحمل لقلّة الماء، فلمّا أبصرتك تأكلينها و أنت آكلة اللّحم فتركت رزقك و طعامك و ما قسم اللّه لك و تحوّلت إلى رزق غيرك فانتقصته و دخلت عليه فيه، علمت أنّ الشجر العام أثمرت كما كانت تثمر قبل اليوم و إنّما أتت قلّة الثّمر من جهتك، فويل للشجر و ويل للثّمار و ويل لمن عيشهم منها ما أسرع هلاكهم إذا دخل عليهم في أرزاقهم و غلبهم عليها من ليس له فيها حظّ و لم يكن معتادا لأكلها، فلمّا سمعت اللّبوءة ذلك من كلام الورشان تركت أكل الثّمار و أقبلت على أكل الحشيش و العبادة.

و إنّما ضربت لك هذا المثل لتعلم أنّ الجاهل ربّما انصرف بضرّ يصيبه عن ضرّ النّاس كاللّبوءة التي انصرفت لما لقيت في شبليها عن أكل اللحم ثمّ عن أكل الثّمار بقول الورشان و أقبلت على النّسك و العبادة.

و النّاس أحقّ بحسن النظر في ذلك فانّه قد قيل: ما لا ترضاه لنفسك لا تصنعه لغيرك، فإنّ في ذلك العدل و في العدل رضا اللّه تعالى و رضا النّاس.


[1] الورشان: طائر لحمه أخف من الحمام.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست