responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 134

و إنّما ضربت لك هذا المثل أيها القاضي لتزداد علما بوخامة عاقبة الشهادة بالكذب في الدنيا و الآخرة، فلمّا سمع القاضي ذلك من لفظ دمنة نهض فرفعه إلى الأسد على وجهه‌ [1] فنظر فيه الأسد ثم دعا أمّه فعرضه عليها فقالت حين تدبّرت كلام دمنة للأسد: لقد صار اهتمامي بما أتخوّف من احتيال دمنة لك بمكره و دهائه حتّى يقتلك أو يفسد عليك أمرك أعظم من اهتمامي بما سلف من ذنبه إليك في الغشّ و السّعاية حتّى قتلت صديقك بغير ذنب. فوقع قولها في نفسه فقال لها:

أخبريني عن الذي أخبرك عن دمنة بما أخبرك فيكون حجّة لي في قتل دمنة.

قالت: لأكره أن أفشي سرّ من استكتمنيه، فلا يهنئني سروري بقتل دمنة إذا تذكّرت أني استظهرت عليه بركوب ما نهت عنه العلماء من كشف السّرّ، و لكنّي أطالب الذي استودعنيه أن يحاللني من ذكره لك و يقوم هو بعلمه و ما سمع منه، ثمّ انصرفت و أرسلت إلى النّمر و ذكرت له ما يحقّ عليه من التزيين للأسد و حسن معاونته على الحقّ و إخراج نفسه من الشهادة التي لا يكتمها مثله مع ما يحقّ عليه من نصر المظلومين و تثبيت حجّة الحقّ في الحياة و الممات، فإنّ العلماء قد قالت:

من كتم حجّة ميّت أخطأ حجته يوم القيامة، فلم تزل به حتى قام فدخل على الأسد فشهد عنده بما سمع من إقرار دمنة.

فلمّا شهد النّمر بذلك أرسل الفهد المسجون الذي سمع إقرار دمنة و حفظه إلى الأسد فقال: إنّ عندي شهادة، فأخرجوه فشهد على دمنة بما سمع من إقراره، فقال لهما الأسد: ما منعكما أن تقوما بشهادتكما و قد علمتما أمرنا و اهتمامنا بالفحص عن أمر دمنة، فقال كلّ واحد منهما: قد علمنا أنّ شهادة الواحد لا توجب حكما فكرهنا التعرّض لغير ما يمضي به الحكم، حتى إذا شهد


[1] على وجهه: أي على حكمه.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست