responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 133

و جعلهما في قفصين و علّم أحدهما أن يقول: رأيت من مولاتي ما يخلّ بالعفاف، و علّم الآخر أن يقول: أمّا أنا فلا أقول شيئا. ثمّ أدّبهما على ذلك حتّى أتقناه و حذقاه في ستة أشهر، فلمّا بلغ الذي أراد منهما حملهما إلى أستاذه فلمّا رآهما أعجباه و نطقا بين يديه فأطرباه، إلاّ أنه لم يعلم ما يقولان لأنّ البازيار كان قد علّمهما بلغة البلخيّين.

و إنّ المرزبان أعجب منهما إعجابا شديدا و حظي البازيار عنده بذلك حظوة كريمة فأمر امرأته بالاحتياط عليهما و المراعاة لهما ففعلت المرأة ذلك، فاتّفق أنه بعد مدة قدم على الرّجل قوم من عظماء بلخ فتأنّق لهم في الطعام و الشراب و جمع من أصناف الفواكه و التّحف شيئا كثيرا و حضر القوم، فلمّا فرغوا من الطعام و شرعوا في الحديث أشار المرزبان إلى البازيار أن يأتي بالببغاتين فأحضرهما، فلمّا وضعتا بين يديه صاحتا بما كانتا علّمتاه فعرف أولئك العظماء ما قالتا فنظر بعضهم إلى بعض و نكسوا رءوسهم حياء و خجلا فسألهم الرّجل عمّا تقولان، فامتنعوا أن يقولوا ما قالتا فألحّ عليهم و أكثر السؤال عمّا قالتا، فقالوا: إنّما تقولان كذا و كذا و ليس من شأننا أن نأكل من بيت يعمل فيه الفجور. فلمّا قالوا ذلك سألهم الرّجل أن يكلّموهما بلسان البلخيّة بغير ما نطقتا به ففعلوا ذلك فلم يجدوهما تعرفان غير ما تكلّمتا به و بان لهم و للجماعة حصانة المرأة و براءتها ممّا رميت به و وضح كذب البازيار. فأمر بالبازيار أن يدخل عليه و كان على يديه باز أشهب‌ [1] فصاحت به امرأة المرزبان من داخل البيت: أيّها العدوّ لنفسه أنت رأيتني على ما ذكرت و علّمت به الببغاتين؟قال:

نعم، أنا رأيتك على مثل ما تقولان، فوثب البازي إلى وجهه ففقأ عينه بمخالبه فقالت المرأة: بحقّ أصابك هذا إنه لجزاء من اللّه تعالى لشهادتك بما لم تره عينك.


[1] الأشهب: من الألوان ما غلب بياضه على سواده.

نام کتاب : كليلة و دمنة نویسنده : ابن المقفع    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست