responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 2  صفحه : 881

منكم سوى عامي هذا، فقبض (عليه السلام) في تلك السنة، ذكر أنّ ذلك منقول من كتاب نوادر الحكمة.

الفصل الرابع: في ذكر بعض مناقبه و فضائله (عليه السلام): كان (عليه السلام) قد بلغ في وقته من الفضل و العلم و الحكم و الآداب مع صغر سنّه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأسنان من السادات و غيرهم، و لذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأى من علوّ رتبته و عظيم منزلته في جميع الفضائل، فزوّجه ابنته أمّ الفضل و حملها معه إلى المدينة و كان متوافرا على إعظامه و توقيره و تبجيله، و ذكر بعد هذا مناظرته بين يدي المأمون و سؤال يحيى بن أكثم له و أمورا ذكرتها آنفا و قال: مضى (عليه السلام) إلى المدينة، و لم يزل بها حتّى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أوّل سنة عشرين و مأتين، فأقام بها حتّى توفي في آخر ذي القعدة من السنة، و قيل: إنّه مضى (عليه السلام) مسموما، و خلّف من الولد عليّا ابنه الإمام موسى و فاطمة و أمامة ابنتيه و لم يخلّف غيرهم (انتهى كلامه).

قال الفقير إلى اللّه تعالى عبد اللّه علي بن عيسى عفى اللّه عنه بمنّه و كرمه:

الجواد (عليه السلام) في كلّ أحواله جواد، و فيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة من أجواد، فاق الناس بطهارة العنصر و زكاء الميلاد، و افترع قلّة العلاء، فما قاربه أحد و لا كاد مجده عالى المراتب، و مكانته الرفيعة تسمو على الكواكب، و منصبه يشرف على المناصب، إذا أنس الوفد نارا قالوا ليتها ناره لا نار غالب، له إلى المعالي سمو، و إلى الشرف رواح و غدو، و في السيادة إغراق و علوّ، و على هام السماك ارتفاع و علو، و عن كلّ رذيلة بعد، و إلى كلّ فضيلة دنو، تتأرّج المكارم من أعطافه، و يقطر المجد من أطرافه، و تروى أخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه، فطوبى لمن سعى في ولائه، و الويل لمن رغب في خلافه، إذا اقتسمت غنائم المجد و المعالي و المفاخر كان له صفاياها، و إذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها و أسماها، يباري الغيث جوادا و عطية، و يجاري الليث نجدة و حمية، و يبذّ السير سيرة رضية مرضية سرية، إذا عدّد آباءه الكرام و أبناءه (عليهم السلام) نظم اللئالي الإفراد في عدّه، و جاء بجماع المكارم في رسمه و حدّه، و جمع أشتات المعالي فيه و في آبائه من قبله، و في أبنائه من بعده، فمن له اب كأبيه أو جدّ كجدّه؟ فهو شريكهم في مجدهم و هم شركاؤه في مجده، و كما ملأوا أيدي العفاة برفدهم ملأ أيديهم برفده.

بدور طوالع جبال فوارع * * * غيوث هوامع سيول دوافع‌

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 2  صفحه : 881
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست