نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 691
ذكر الإمام السادس جعفر الصادق بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
[ما ذكره كمال الدين محمّد بن طلحة في تأريخه ع]
قال كمال الدين محمّد بن طلحة رحمه اللّه: هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم (عليهم السلام)، ذو علوم جمّة و عبادة موفورة، و أوراد متواصلة، و زهادة بيّنة، و تلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم، و يستخرج من بحره جواهره و يستنتج عجائبه، و يقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكر بالآخرة، و استماع كلامه يزهّد في الدنيا و الاقتداء بهداه يورث الجنّة، نور قسماته شاهد أنّه من سلالة النبوّة، و طهارة أفعاله تصدع بأنّه من ذريّة الرسالة، نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من أعيان الأئمّة و أعلامهم، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، و ابن جريج و مالك بن أنس، و الثوري و ابن عيينة، و أبي حنيفة، و شعبة و أيوب السختياني و غيرهم، و عدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها، و فضيلة اكتسبوها.
أمّا ولادته فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة، و قيل: سنة ثلاث و ثمانين و الأوّل أصح.
و أمّا نسبه أبا و أمّا؛ فأبوه أبو جعفر محمّد الباقر، و قد تقدّم بسط نسبه، و أمّه أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه.
و أمّا اسمه فجعفر، و كنيته أبو عبد اللّه، و قيل: أبو إسماعيل، و له ألقاب أشهرها الصادق، و منها: الصابر، و الفاضل، و الطاهر.
و أمّا مناقبه و صفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر، و يحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتّى أنّ من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها، و العلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه، و تروى عنه، و قد قيل إنّ كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه (عليه السلام)، و إنّ في هذا المنقبة سنيّة و درجة في مقام الفضائل عليّة.
قلت: كتاب الجفر (1) مشهور، و فيه أسرارهم و علومهم، و قد ذكره مصرّحا
(1) قد ورد ذكر الجفر في كثير من الروايات التي رواها أئمّة الحديث كالكليني و الصدوق و الصفار و غيرهم
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 2 صفحه : 691