و أصبحت أيّامه لا نقضت * * * و لا تولّت جنّة الخلد
سيرته تهدى إلى فضله * * * و هديه يهدى إلى الرشد
يمنع باللّه و يعطى به * * * موفّق في البذل و الردّ
ليس له في الفضل من مشبه * * * و لا له في النبل من ندّ
العلم و الحلم و بذل الندى * * * جاوز فيها رتب الجدّ
قد عمّه اللّه بألطافه * * * و خصّة بالطالع السعد
أدعوه مولاي و من لي بأن * * * يقول لي أن قال يا عبدي
أدعو به اللّه و ما من دعا * * * بمثله يجبه بالرد
أعدّه ذخرا و أرجوه في * * * بعثي و في عرضي و في لحدي
فليت مولاي و مولى الورى * * * يذكرني في سرّه بعدي
و ليته يبعث لي دعوة * * * يسعد في الاخرى بها جدّي
مولاي أشواقي تذكى الجوى * * * لأنّها دائمة الوقد
أودّ أن ألقاك في مشهد * * * أشرح فيه معلنا ودّي
برح بي وجد إلى عالم * * * بما أعانيه من الوجد
و همت في حبّ فتى غائب * * * و هو قريب الدار في البعد
فاعطف علينا عطفة و اشف ما * * * نلقاه من هجر و من صدّ
و أظهر ظهور الشمس و اكشف لنا * * * عن طالع مذ غبت مسودّ
قد تمّ ما ألفت من وصفكم * * * فجاء كالروضة و العقد
و لست فيه بالغا حقّكم * * * لكن على ما يقتضي جهدي
فإن يكن حسني فمن عندكم * * * أو كان تقصيرا فمن عندي
و رفدكم أرجوه في محشري * * * يا باذلي الإحسان و الرفد
و الحمد للّه و شكرا له * * * أهل الندى و الشكر و الحمد
القائل: المؤلف ص: 1042- 1043
أيّها السادة الأئمّة أنتم * * * خيرة اللّه أوّلا و أخيرا
قد سموتم الى العلى فافترعتم * * * بمزاياكم المحلّ الخطيرا
أنزل اللّه فيكم هل أتى * * * نصّا جليّا في فضلكم مسطورا
من يجاريكم و قد طهّر اللّه * * * تعالى أخلاقكم تطهيرا
لكم سؤدد يقرّره القرآن * * * للسامعينه تقريرا