responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 145

البلاغة لائح، و لو لا اشتهاره و وجوده لأفردت لشي‌ء منه فصلا يعرف منه مقداره، و يعلم أنّه الجواد الذي لا يدرك شأوه (1) و لا يشق غباره.

و أمّا علم تصفية الباطن و تزكية النفس: فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة و أصحاب الحقيقة أنّ انتساب خرقتهم إليه، و معولهم في سلوك طرقهم عليه.

و أمّا علم التذكير بأيّام اللّه و التحذير من عذابه و عقابه: فالمقتدى به في ذلك الحسن البصري، و كان تلميذا له (عليه السلام)، و بذلك كان شرفه و فخره، و به طلع بين المذكرين فجره.

و أمّا علم الزهد و الورع: فقد كان في الصحابة من الزهاد كأبي الدرداء و أبي ذر و سلمان الفارسي رضي اللّه عنهم، و كانوا جميعا تلامذة لعلي، بمحمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) اهتدوا و بعليّ اقتدوا، و سأذكر فصلا في زهده (عليه السلام) إن شاء اللّه.

و أمّا علم مكارم الأخلاق و حسن الخلق: فإنّه (عليه السلام) بلغ في ذلك الغاية القصوى حتّى قال عنه أعداؤه: فيه دعابة و انّه امرؤ تلعابة (2)، و إنّما كانت سهولة أخلاقه مع ذوي الدين و صالحي المؤمنين، و أمّا من كان من غيرهم فإنّه كان يوليه غلظة و شدّة، طلبا لتأديبه و رغبة في تهذيبه، فكان (عليه السلام) في ذلك من الموصوفين بقوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ‌ (3).

و أمّا الشجاعة و النجدة و القوّة: فاتّصافه بذلك أشهر من النهار، و أظهر من الشمس لذوي الأبصار، أقرّ بذلك المؤالف و المخالف، و اعترف به العدوّ و المخالف، و شهد به الولي و الحسود، و أسجل بصحّته السيّد و المسود، و ذلّ لسطوته و صرامته (4) الأساود و الأسود، هو الذي دوّخ الفرسان (5)، و اذلّ الشجعان، و كان و كان، من كأبي الحسن إذا احمرّ البأس و حام الناس، قسوا و لا نوافلهم هذه و هذه في العنف و الرفق، و سأذكر في تضاعيف هذا الكتاب من ذلك ما يكون عبرة لأولي الألباب.


(1) الشأو: الأمد و الغاية.

(2) قال الجزري: الدعابة المزاح و منه حديث عمر و ذكر له علي للخلافة فقال: لو لا دعابة فيه، و قال أيضا:

و في الحديث أنّ عليّا تلعابة أي كثير المزح و المداعبة.

(3) المائدة: 54.

(4) صرم الرجل صرامة: كان صارما أي ماضيا.

(5) دوّخ الرجل: ذلّله.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست