responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 143

بفرقانهم، و اللّه ما من آية نزلت في برّ أو بحر، و لا سهل و لا جبل، و لا ليل و لا نهار، إلّا و أنا أعلم فيمن أنزلت، و في أيّ شي‌ء نزلت،

و في هذا القول إشارة إلى علمه (عليه السلام) بهذه الكتب المنزلة.

و أمّا تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها و إليه تنسب‌

أمّا علم الكلام: فالقائم بها الأشاعرة و المعتزلة و الشيعة و الخوارج، هؤلاء أشهر فرقهم و أئمّة هذه الطوائف إليه (عليه السلام) يعتزون.

أمّا المعتزلة: فينسبون أنفسهم إليه. و أمّا الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن (1) كان تلميذا لأبي علي الجبائي، و كان الجبائي ينسب إليه. و أمّا الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر.

و أمّا الخوارج فأكابرهم و رؤساؤهم تلامذة له.

فإذا كان علماء الإسلام و أئمّة علم الأصول ينتسبون إليه كفى ذلك دليلا على غزارة علمه، و أقصى المطالب في علم الأصول علم التوحيد، و العلم بالقضاء و القدر و العلم بالنبوّة و العلم بالمعاد و البعث و الآخرة، و كلامه (عليه السلام) يشهد بمكانه من هذه العلوم و معرفته بها، و بلوغه فيها ما تعجز الأوائل و الأواخر، فمن تدبّر معاني كلامه و عرف مواقعه علم أنّه البحر الذي لا يساحل، و الحبر الذي لا يطاول.

و أمّا علم الفروع: فهو ينقسم إلى قسمين: قسم يتعلّق بالأحياء، و هو أنواع من الأحكام و غيرها، و قسم يتعلّق بالأموات و هو علم الفرائض، و قسمة التركات، و بهذا الاعتبار

سمّى النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) الفرائض نصف العلم، حيث قال: تعلّموا الفرائض و علّموها فإنّها نصف العلم، و هو أوّل من ينزع من أمّتي،

و علي (عليه السلام) قد تسنّم هذه الذرى (2)، و فضل فيها جميع الورى، فاسمع به و أبصر فلا تسمع بمثله غيره و لا ترى، و اهتد إلى اعتقاد فضله بناره فما كلّ نار أضرمت نار قرى، و اعلم يقينا أنّه في علومه كالبحر، و في سماحه كالغيث، و في بأسه كليث الشرى (3).

أمّا الفرائض و قسمة التركات: فقدمه فيها ثابتة، و نكتفي بذكر ما وقع منها فمن ذلك‌

المسألة المعروفة بالدينارية و شرحها أنّ امرأة جاءت إليه (عليه السلام) و قد وضع رجله فى‌


(1) هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المنتسب إلى أبي موسى الأشعري و إليه تنسب الأشاعرة.

(2) تسنّم الشي‌ء: علاه- مثل سنم-. و الذرى جمع الذروة: أعلى الشي‌ء.

(3) قال ياقوت: يقال للشجعان: ما هم إلّا أسود الشرى. قال بعضهم: شرى مأسدة بعينها، و قيل: شرى الفرات ناحية به غياض و آجام تكون فيها الأسود.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست