responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 142

فإنّ الحرب خدعة، و إنّي سمعت رسول اللّه يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البريّة، و يقرءون القرآن لا يجاوز ايمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند اللّه يوم القيامة.

فقد دلّت هذه الأحاديث على ما أصّلناه من قتاله (عليه السلام) على التأويل كما قاتل (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) على التنزيل، و اقتدائه به و قيامه و أمره و نيابته عنه في هذا الأمر المهم الذي حفظ به نظام الدين و أقام به الأود و كفّ عادية الخوارج المارقين، و قتل من قتل منهم، و استبقاء من فاء منهم، و رجع كما اعتمده النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) مع المشركين حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة. و قد تقدم أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كان شديد الحرص على تربية علي و الإشفاق عليه، مهتمّا بتعليمه و إرشاده إلى الفضائل، و كان في حجره من صغره ملازما له، متأدّبا بآدابه، مقتفيا أفعاله، آخذا بطرائقه، جاريا على سنّته، متشبها به (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و زوّجه ابنته (عليها السلام) فكان يدخل عليه في غالب أوقاته و في أوقات لم يكن غيره يدخل عليه فيها.

و قد نقلت من مسند أحمد بن حنبل قال علي: كانت لي من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، أنّي كنت آتيه كلّ سحرة.

و في حديث آخر فاستأذن عليه، فإن كان في صلاة سبّح، و إن كان في غير صلاة أذن لي.

فإذا كان المربّي المؤدّب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و هو أكمل العالمين و أعلاهم في المعارف و أرفعهم درجات مجد و منازل شرف، و كان التلميذ المؤدب عليّا (عليه السلام)، و أضيف إلى استعداده و فطنته و ذكائه نظر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إليه، و تفرّسه فيه قبول ما يلقى إليه مع طول ملازمته له، فلا جرم أنّه يبلغ أقصى غايات الكمال، و ينال نهايات معارج المعرفة، فتمكّن من قول: سلوني قبل أن تفقدوني، و سلوني عن طرق السماوات فإنّي أعرف بها من طرق الأرض.

و قال (عليه السلام) مرّة: لو شئت لأوقرت بعيرا من تفسير بسم اللّه الرحمن الرحيم.

و قال مرّة: لو كسرت لي الوسادة ثمّ جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم، و بين أهل الزبور بزبورهم، و بين أهل الفرقان‌

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست