responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 0  صفحه : 39

تمكنها من مفارقته ثالثة.

و كان (شيخنا الأعظم) يطلب ضالته، و يسعى جاهدا لتحقيقها فاصر على السفر، و أحلت الأم الحنون على البقاء، لكن الشيخ لم ينثني عن عزمه فحاول إقناعها و إرضائها فاستعمل شتى الوسائل بكل ما لديه من الإمكانيات فلم تقنع و لم ترض فاصرت على بقائه عندها فطال الإلحاح من الشيخ، و كثر الإصرار من الأم، و دام الإلحاح و الإصرار أياما و أسابيع حتى اتفقا اخيرا على إيكال امرهما الى الاستخارة [1] التي هي الطريقة الوحيدة في حل كل مهمة فعزما عليها ب: (القرآن المجيد).

أخذ (الشيخ المصحف الشريف) ناويا ما اراده فقرأ المأثور ثم فتحه و اذا في يمين الصفحة المباركة: (وَ لٰا تَخٰافِي وَ لٰا تَحْزَنِي إِنّٰا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جٰاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [2]. القصص: الآية 8.

فرح (شيخنا الأعظم) من موافقة الاستخارة لسفره و سر بذلك


[1] مصدر باب الاستفعال من استخار يستخير. و معناه: طلب الخير من اللّه العزيز: و هو من متفردات الشيعة الامامية عند ما تكون لهم مهمة لم يعلموا بصلاحها و فسادها، و العقل متحير عندها، لعدم إحاطته بجميع جوانب المصالح و المفاسد: يستخيرون اللّه جل جلاله، لعلمه بالأمور و إحاطته بالمصالح و المفاسد.

[2] إن اللّه تبارك و تعالى يحكي (لرسوله الأعظم) (صلى اللّه عليه و آله) عن نبيه (موسى) (عليه السلام) بعد أن وضعته أمه فخافت عليه من فراعنة وقتها و أنهم يقتلونه فاوحى إليها بطريق الإلهام و القذف في قلبها:

أن لا تخافي منهم من القتل، فاذا خفت عليه القتل فألقيه في البحر و هو النيل و لا تخافي عليه الضيعة، و لا تحزني من فراقه إنا رادوه أليك بالقريب العاجل، و نجعله من الأنبياء و المرسلين.

نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 0  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست