سرورا بالغا، ثم فسر الآية الكريمة لوالدته الحنون فسكنت روعتها و فرحت بهذه البشارة.
و تفاءلت بالخير و الموفقية الكاملة لولدها من سفره هذا، فإن الآية الكريمة بشرت بمستقبل مشرق (لشيخنا الأعظم)، و قد تحققت هذه البشارة و أصبح (شيخنا الأنصاري) مرجعا دينيا، و زعيما علميا و قائدا روحيا بعد أن القت الزعامة الدينية مقاليدها إليه، و مؤلفا عظيما حيث خلف كتبا عكف عليها و لا يزال رواد العلم و طلابه: و منها هذا الكتاب الذي بأيدينا و نوضحه لك، و نعلق عليه.
استعد شيخنا للسفر فخطر بباله أن يصحب معه أخاه، و عرض الفكرة على اخيه (الشيخ منصور) فاستقبلها بالسرور و الشعف، فاستخار له (بالمصحف) الشريف، و اذا بالآية الكريمة: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ القصص: الآية 39.
أنس (شيخنا الانصاري) بهذه البشارة فاستعد للسفر فخرج مع اخيه من مسقط راسهما متوكلين على اللّه العزيز، قاصدين مدينة (بروجرد) حيث كان فيها احد الأعلام النوابغ، فقطعا تلك الطرق الوعرة، و الجبال الشامخات الناطحات ذات صعود و نزول و التواءات: و هي جبال (لرستان) كل ذلك للحصول على هدفه الاسمي، فبعد العناء دخلا مدينة (بروجرد) [1]
[1] بضم الباء مدينة جميلة فرهة من مدن (ايران) ماؤها عذب، و هواؤها رطب، تعد من الإقليم الرابع، واقعة على أرض مسطحة، جوانبها وسيعة، و فيها أسواق و شوارع بديعة، و على سكانها لمحة من الجمال الطبيعي و هم من اهل الحال، و أصحاب الكمال، و فيها بساتين و حدائق كأنها (إرم) ذات العماد، و لها أراضي زراعية إنتاجها حسن جدا، و فيها الصناعات اليدوية البديعة و منها صناعة الورشو على أقسامها، و تعد هذه-