نام کتاب : كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع) نویسنده : البستي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 149
فقال: إنّهم يقتلونني يا رسول اللّه.
قال: «بل تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنّة، و يدعونك إلى النّار، يكون آخر زادك ضياح [1] من لبن، قاتلك و سالبك في النار».
هذا الحديث معلوم مشهور متواتر، و فيه معجزات كثيرة؛
منها: أنّ الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) و سلم يموت و عمّار يبقى.
و منها: أنّه ستفترق امّته فرقتين بعده.
و منها: أنّ إحداهما باغية، و الاخرى عادلة.
و منها: أنّ عمّارا يكون في الفئة العادلة.
و منها: أنّه يقاتل و يدعو إلى الجنّة، و أنّه يدعو خبر، و أنّهم يدعونه خبر آخر، و أنّه إلى الحق يدعوهم خبر، و هم إلى الباطل خبر آخر، و أنّه يكون له العلامة في قتله، أنّه يطلب الماء فيسقى لبنا، و أنّ اللّبن يكون قد تغيّر إلى الحموضة و هو الضياح. و أنّ له قاتلا يقتله، و أنّ له سالبا يأخذ سلبه، و أنّ سالبه غير قاتله.
فلمّا حصل بصفّين و قد شاخ، و أخذ يناظرهم و يقاتلهم، تعب فانصرف و به عطش، فطلب الماء، فسقى ضياحا، فلمّا نظر إليه بكى و أنشد:
اليوم نلقي الأحبّه * * * محمّدا و حزبه
و شدّ على نفسه عمامة، و شدّ الرّمح على يده، فقاتل قتالا شديدا، فخرج عليه من الكمين من قتله و تركه، و جاء آخر و أخذ سلبه، حتّى قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص و قد كان مع أبيه مقلّدا لسيفين:
«أنا أهجركم، فإنّكم أهل البغي، سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلم يقول في عمّار كيت و كيت».