: قال الخليل: من قَبْلُ و من بَعْدُ غايتان بلا تنوين، (و هما مثل قولك: ما رأيت مثله قط) [1] فإذا أضفته إلى شيء نصبته إذا وقع موقع الصفة، تقول: جاء قَبْلَ عبدِ الله، و هو قَبْلَ زيدٍ قادم. و إذا ألقيت عليه مِنْ صار في حد الأسماء نحو قولك: من قَبْلِ زيدٍ، فصارت من صفة و خفض قبل بمن فصار قبل منقادا بمن، و تحول من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان. و غلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. و القُبُلُ: خلاف الدُّبُرِ، و القُبْلُ: فرجُ المرأة. و القُبْلُ: من إِقْبَالِكَ على الشيء، تقول: قد أَقْبَلْتُ قُبْلَكَ، كأنك لا تريد غيره. و سئل الخليل عن قول العرب: كيف أنت لو أَقْبَلَ قُبْلُكَ، قال: أراه مرفوعا لأنه اسم و ليس بمصدر كالقصد و النحو، إنما هو: كيف أنت لو استقبل وجهك بما تكره. و القِبَلُ: الطاقة، تقول: لا قِبَلَ لهم. و في معنى آخر هو التلقاءُ، تقول: لقيته قِبَلًا أي مواجهة، قال الكميت:
و مرصد لك بالشحناء ليس له * * * بالسجل منك إذا واضحته قِبَلٌ
أي طاقة. و أصيب هذا من قِبَلِهِ، أي من تلقائه و من لدنه، و ليس من تلقاء الملاقاة، و لكن على معنى: من عنده. و قوله تعالى: وَ حَشَرْنٰا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍقُبُلًا[2] أي قبيلا قبيلا، و يقال: