responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 28

المحرومة ويوماً .. ويوماً .

والمجتمعات التي هذا شأنها ، لا ترتضي الفطرة الإنسانية السليمة أن تصفها بالصلاح أو تُذعن لها بالسعادة ، وإن أغمضت النظر عمّا يُشخِّصه قضاء الدين وحكم الوصي والنبوّة من معنى السعادة .

وكيف ترضى الطبيعة الإنسانية أن تُجهِّز أفرادها بما تُجهِّزها على السواء ، ثمّ تُناقض نفسها فتُعطي بعضاً منهم عهداً أن يتملّكوا الآخرين ، تملُّكاً يُبيح لهم دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، ويسوِّي لهم الطريق إلى اللعب بمجامع حياتهم ووجودهم ، والتصرُّف في إدراكهم وإرادتهم بما لم يَلْقَه ولا قاساه إنسان القرون الأُولى ، والمعوَّل في جميع ما نذكره تواريخ حياة هؤلاء الأُمم وما يُقاسيه الجيل الحاضر من أيديهم ، فإن سمِّي عندهم سعادة وصلاحاً فلتكن بمعنى التحكُّم وإطلاق المشيئة .

ـ 6 ـ

بماذا يتكوَّن ويعيش المجتمع الإسلامي ؟

لا ريب أنَّ الاجتماع ـ أيُّ اجتماع كان ـ إنَّما يتحقَّق ويحصل بوجود وغاية واحدة مشتركة بين أفراده المتشتِّتة ، وهو الروح الواحدة السارية في جميع أطرافه التي تتَّحد بها نوع اتِّحاد ، وهذه الغاية والغرض في نوع الاجتماعات المتكوِّنة غير الدينية ، إنَّما هي غاية الحياة الدنيوية للإنسان ، لكن على نحو الاشتراك بين الأفراد ، لا على نحو الانفراد ، وهي التمتُّع من مزايا الحياة المادّية على نحو الاجتماع .

والفرق بين التمتُّع الاجتماعي والانفرادي ـ من حيث الخاصية ـ أنّ الإنسان لو استطاع أن يعيش وحده كان مطلق العنان في كل واحد من تمتُّعاته ، حيث لا معارض له ولا رقيب ، إلاَّ ما قيَّد به بعض أجهزته بعضاً ، فإنَّه لا يقدر أن

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست