responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 27

نعم ، مقتضى الأخذ بالنصفة ، أن لا يضطهد حق الصالحين من الأفراد بذلك ، إن وجِدوا في مجتمع واحد ، فإنَّهم وإن عاشوا بينهم واختلطوا بهم ، إلاَّ أنّ قلوبهم غير متقذِّرة بالفكر الفاسد والمرض المتبطِّن الفاشي في مثل هذا المجتمع ، وأشخاصهم كالأجزاء الزائدة في هيكله وبُنيته ، وهكذا فعل القرآن في آيات العتاب العام ، فاستثنى الصلحاء والأبرار .

ويتبيّن ممّا ذكرنا ، أنّ القضاء بالصلاح والطلاح على أفراد المجتمعات المتمدّنة الراقية على خلاف أفراد الأُمم الأخرى ، لا ينبغي أن يُبنى على ما يظهر من معاشرتهم ومخالطتهم فيما بينهم وعيشتهم الداخلية ، بل بالبناء على شخصيّتهم الاجتماعية البارزة في مماسّتها ومصاكّتها سائر الأُمم الضعيفة ، ومخالطتها الحيويّة سائر الشخصيات الاجتماعية في العالم ، فهذه هي التي يجب أن تُراعى وتُعتبر في القضاء بصلاح المجتمع وطلاحه ، وسعادته وشقائه ، وعلى هذا المجرى يجب أن يجري باحثونا ، ثمّ إن شاؤوا فليستعجبوا وإن شاؤوا فليتعجّبوا .

ولعمري ، لو طالع المطالع المتأمِّل تاريخ حياتهم الاجتماعية من لدن النهضة الحديثة الأوروبية ، وتعمَّق فيما عاملوا به غيرهم من الأُمم والأجيال المسكينة الضعيفة ، لم يلبث دون أن يرى أنّ هذه المجتمعات التي يُظهرون أنَّهم امتلؤوا رأفة ونُصحاً للبشر ، يفدون بالدماء والأموال في سبيل الخدمة لهذا النوع وإعطاء الحرّية والأخذ بيد المظلوم المهضوم حقّاً ، وإلغاء سنّة الاسترقاق والأسر ، يرى أنّهم لا همّ لهم إلاّ استعباد الأُمم الضعيفة ؛ مساكين الأرض ما وجدوا إليه سبيلاً بما وجدوا إليه من سبيل فيوماً بالقهر ، ويوماً بالاستعمار ، ويوماً بالاستملاك ، ويوماً بالقيمومة ، ويوماً باسم حفظ المنافع المشتركة ، ويوماً باسم الإعانة على حفظ الاستقلال ، ويوماً باسم حفظ الصلح ودفع ما يُهدِّده ، ويوماً باسم الدفاع عن حقوق الطبقات المستأصلة

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست