responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 337

الراديوم ، فنقول : ما دامت جميع ذرّات هذا العنصر متّفقة في الحقيقة ، فيجب أن تتّفق في أسبابها ونتائجها ، فإذا كشفت التجربة العلمية عن إشعاع في بعض ذرّات الراديوم ، أمكن القول باعتباره ظاهرة عامة لسائر الذرّات المماثلة في الظروف المشخّصة الواحدة .

ومن الواضح : أنّ القانونين الأخيرين : الحتمية والتناسب ، منبثقان عن مبدأ العلّية ، فلو لم تكن في الكون علّية بين بعض الأشياء وبعض ، وكانت الأشياء تحدث صدفة واتّفاقاً ، لم يكن من الحتمي أن يوجد الإشعاع بدرجة معيّنة حين تكون هناك ذرّة راديوم ، ولم يكن من الضروري ـ أيضاً ـ أن تشترك جميع ذرّات العنصر في ظواهر إشعاعية معيّنة ، بل يصبح من الجائز أن يكون الإشعاع في ذرّة دون أخرى ، لا لشيء إلاّ للصدفة والاتّفاق ، ما دام مبدأ العلّية خارجاً عن حساب الكون . فمردّ الحتمية والتناسب معاً إلى مبدأ العلّية .

ولنعد الآن ـ بعد أن عرفنا الفقرات الرئيسية الثلاث : العلّية ، والحتمية ، والتناسب ـ إلى العلوم والنظريات العلمية ، فإنّنا سوف نجد بكلّ وضوح : أنّ جميع النظريات والقوانين التي تزخر بها العلوم ، مرتكزة في الحقيقة على أساس تلك الفقرات الرئيسية ، وقائمة على مبدأ العلّية وقوانينها . فلو لم يؤخذ هذا المبدأ كحقيقة فلسفية ثابتة ، لما أمكن أن تقام نظرية ، ويشاد قانون علمي له صفة العموم والشمول ؛ ذلك أنّ التجربة التي يقوم بها العالم الطبيعي في مختبره ، لا يمكن أن تستوعب جميع جزئيات الطبيعة ، وإنّما تتناول عدّة جزئيات محدودة متّفقة في حقيقتها ، فتكشف عن اشتراكها في ظاهرة معيّنة ، وحيث يتأكّد العالم من صحّة التجربة ودقّتها وموضوعيتها ، يضع فوراً نظريته أو قانونه العام الشامل لجميع ما يماثل موضوع تجربته من أجزاء الطبيعة . وهذا التعميم الذي هو شرط أساسي

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست