أوّلي لا يحتاج إلى دليل ، أي : إلى علم سابق . وهو النقطة الفاصلة بين المثالية والواقعية .
الثالثة : أنّ العلم بوجود واقع موضوعي لهذا الحسّ أو ذاك ، إنّما يكتسب على ضوء مبدأ العلّية .
[ 2 ـ ] العلّية والنظريات العلمية :
إنّ النظريات العلمية في مختلف ميادين التجربة والمشاهدة ، تتوقّف بصورة عامّة على مبدأ العلّية وقوانينها توقّفاً أساسياً . وإذا سقطت العلّية ونظامها الخاصّ من حساب الكون ، يصبح من المتعذّر تماماً تكوين نظرية علمية في أيّ حقل من الحقول . وليتّضح هذا نجد من الضروري أن نشير إلى عدّة قوانين من المجموعة الفلسفية للعلّية التي يرتكز عليها العلم ، وهي كما يلي :
أ ـ مبدأ العلّية القائل : إنّ لكلّ حادثة سبباً .
ب ـ قانون الحتمية القائل : إنّ كلّ سبب يولّد النتيجة الطبيعية له بصورة ضرورية ، ولا يمكن للنتائج أن تنفصل عن أسبابها .
ج ـ قانون التناسب بين الأسباب والنتائج ، القائل : إنّ كلّ مجموعة متّفقة في حقيقتها من مجاميع الطبيعة ، يلزم أن تتّفق ـ أيضاً ـ في الأسباب والنتائج .
فعلى ضوء مبدأ العلّية نعرف ـ مثلاً ـ أنّ الإشعاع الذي ينبثق عن ذرّة الراديوم له سبب ، وهو : الانقسام الداخلي في محتوى الذرّة . وعلى ضوء قانون الحتمية ، نستكشف أنّ هذا الانقسام عند استكمال الشروط اللازمة ، يولّد الإشعاع الخاصّ بصورة حتمية ، وليس من الممكن الفصل بينهما . وعلى أساس قانون التناسب نستطيع أن نعمّم ظاهرة الإشعاع ، وتفسيرها الخاصّ لجميع ذرّات