و يوم الغدير استوضح الحقّ أهله * * * بضحياء لا فيها حجاب و لا ستر
أقام رسول اللّه يدعوهم بها * * * ليقربهم عرف و ينآهم نكر
يمدّ بضبعيه و يعلم أنّه * * * وليّ و مولاكم فهل لكم خبر؟
يروح و يغدو بالبيان لمعشر * * * يروح بهم غمر و يغدو بهم غمر
فكان لهم جهر بإثبات حقّه * * * و كان لهم في بزّهم حقّه جهر
[1] هو سفيان بن مصعب العبديّ الكوفيّ: من شعراء أهل البيت الموالين، و قد صنفه في معالم العلماء: 151 في طبقة المقتصدين من شعراء أهل البيت (عليهم السلام). و يتميّز شعره بالجودة و الجزالة و العذوبة و الحلاوة و المتانة. و روى الكشّي في رجاله: 254، باسناده عن سماعة عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة! علّموا أولادكم شعر العبديّ فإنّه على دين اللّه. و كان يأخذ الحديث عن الصادق (عليه السلام) في مناقب العترة الطاهرة، فينظمه في الحال ثمّ يعرضه عليه.
[2] هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، و قد ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء: 152 في طبقة المتّقين من شعراء أهل البيت (عليهم السلام). و لعلّ ما قيل من أنّه أخمل في زمانه «خمسمائة» شاعر كلّهم مجيد، ما يغنينا عن الإسهاب في ترجمة حاله و بيان روعة شعره.
و كان قويّ الذاكرة كثير الحفظ حتّى قيل: إنّه كان يحفظ أربعة عشر ألف ارجوزة للعرب غير المقاطع و القصائد. و اختلف في سنة ولادته و وفاته. و مات في الموصل و دفن بها.