و روي في الحديث: «أيّما امرأة تزوّجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل»؛ و كلّما استشهد به لم يرد بلفظ مولى فيه إلّا معنى أولى دون غيره، و قد تقدّمت حكايتنا عن المبرّد: قوله: إنّ أصل تأويل الوليّ، الّذي هو أولى، أي أحقّ، و مثله المولى.
الوليّ و المولى معناهما سواء، و هو الحقيق بخلقه المتولّي لامورهم.
و قال الفرّاء في كتاب «معاني القرآن»: الوليّ و المولى في كلام العرب واحد؛ و في قراءة عبد اللّه بن مسعود «إنّما مولاكم اللّه و رسوله» مكان «وليّكم اللّه».
و قال أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباريّ في كتابه في القرآن المعروف «بالمشكل»: المولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام:
أوّلهن: المنعم [المعتق]، ثمّ المنعم عليه المعتق، و المولى: الوليّ، و المولى: الأولى بالشيء، و ذكر شاهدا عليه الآية التي قدّمنا ذكرها، و بيت لبيد.
و المولى: الجار، و المولى: ابن العمّ، و المولى: الصهر، و المولى: الحليف، و استشهد لكلّ واحد من أقسام المولى بشيء من الشعر لم نذكره، لأنّ غرضنا سواه.