إنّ الكلام عن حادثة و حديث «غدير خمّ» أمر لا بدّ منه؛ فهو كلام عن الحقّ و قرينه الدائر معه حيثما دار؛ و كلام عن الحقيقة الّتي أقرّها الخاصّ و العامّ، و غمطها ذوو الجهالة عبر قرون مظلمة في محاولات بائسة، يائسة؛ و ذلك بتأثير الحكّام الّذين شوّهوا الحقائق و حرّفوها وفقا لمصالحهم و أهوائهم؛ بل إنّ بعضهم استكبر و عتا عتوّا كبيرا؛ فأمر بسبّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) على المنابر؛ و كأنّهم تغافلوا و تناسوا أنّ مجموع فضائله (عليه السلام) على لسان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بلغ حدّا لا مثيل له من التواتر، و تراثنا الإسلاميّ المجيد حافل بالعديد منها؛ فكان عملهم أشبه بمن أراد حجب نور الشمس بغربال سداه الوهم و لحمته الخيال، إذ سرعان ما ظهرت شمس الحقيقة و تقشّعت سحب الضلال؛ فرفعوا سبّه و شتمه (عليه السلام) و انقلبوا صاغرين.