أ ما آن الأوان لأبناء هذا الجيل- حيث الأقلام الحرّة، و الأفكار المنعتقة من أغلال العبوديّة و التبعيّة، بما تيسّر لهم من إمكانيّات و تسهيلات افتقرت لها الامم السابقة متمثّلة بالتكنولوجيا الحديثة، و أجهزة الكومبيوتر المتطوّرة، و المكتبات العالميّة الواسعة المشحونة بآلاف الكتب و الرسائل و المنشورات- أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه؟ حيث قال تعالى:
أجل! آن لهم الأوان، و بلغ حدّه في هذا الزمان لأن ينوّروا الأفكار و الأذهان، و يرفعوا هذا الحديث مكانا عليّا، و ينفضوا ما تراكم على وجهه الناصع من غبار الأحقاد البدريّة و الخيبريّة، و شبهات العصبيّة المقيتة، و يضعوا كلّ ما حامت حوله الشبهات على طاولة البحث و يسلّطوا عليها أضواء الحقّ؛ ليرفعوا بذلك عن كواهلهم هذه المسئوليّة الضخمة أمام اللّه و المسلمين؛ و ليبيّنوا أحقيّة و أولويّة هذا الحقّ الإلهي المشروع؛ و هو حاصل لا محالة بيد ولده المهديّ المنتظر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) و اللّه هو الحكم يحكم بينهم بالقسط يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
و آخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين ربّ الورى؛ و السلام على من اتّبع الهدى، و نأى بجانبه عن الهوى، و خشي عواقب الردى.