و جعله لا يتمّ إلّا بالائتمار لما أمر به، و الانتهاء عمّا نهى عنه، و البخوع بطاعته فيما حثّ عليه و ندب إليه، فلا يقبل توحيده إلّا بالاعتراف لنبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) بنبوّته، و لا يقبل دينا إلّا بولاية من أمر بولايته، و لا تنظّم أسباب طاعته إلّا بالتمسّك بعصمه و عصم أهل ولايته، فأنزل على نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) في يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه و ذوي اجتبائه، و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزيغ و النفاق، و ضمّ له عصمته منهم- إلى أن قال-:
عودوا رحمكم اللّه بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، و بالبرّ بإخوانكم، و الشكر للّه عزّ و جلّ على ما منحكم، و اجمعوا يجمع اللّه شملكم، و تبارّوا يصل اللّه الفتكم، و تهادوا نعمة اللّه كما منّكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلّا في مثله؛ و البرّ فيه يثمر المال و يزيد في العمر، و التعاطف فيه يقتضي رحمة اللّه و عطفه، و هيّئوا لإخوانكم و عيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم و بما تناله القدرة من استطاعتكم، و أظهروا البشر فيما بينكم، و السرور في ملاقاتكم». (الخطبة). [1]
(290) مناقب ابن شهرآشوب: «مصباح المتهجّد» في خطبة الغدير:
«إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: إنّ هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، و رفع الدرج، و صحّت الحجج، و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح، و يوم كمال الدين، و يوم العهد المعهود، و يوم الشاهد و المشهود، و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود، و يوم البيان عن حقائق الإيمان، و يوم دحر الشيطان، و يوم البرهان هذا يوم الفصل الّذي كنتم توعدون، هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد و يوم المحنة للعباد، و يوم الدليل على الذوّاد، هذا يوم إبداء أحقاد الصدور و مضمرات الامور، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص.
هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون». [2]
[1] 526، عنه الغدير: 1/ 284. كشف المهمّ و ذكر الخطبة بتمامها.