نام کتاب : عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام نویسنده : النراقي، المولى احمد جلد : 1 صفحه : 198
مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[1] و قوله تعالى يُرِيدُ اللّٰهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لٰا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[2] و قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «دين محمد حنيف» [3] و قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «بعثت بالحنيفية السهلة السمحة» [4].
و قد وقع في الشرائع السابقة، لقوله تعالى رَبَّنٰا وَ لٰا تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا[5] و قوله سبحانه وَ الْأَغْلٰالَ الَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ[6] و ما ورد في الأخبار في بيان التكليفات الشاقة التي كانت على بني إسرائيل.
و هل كان التكليف بالقياس إليهم حرجا و إصرا، أو هي بالنسبة إلينا كذلك؟
و الظاهر الأول. و حديث المعراج [7] و قول موسى لنبينا (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «أمتك لا تطيق ذلك» [8] يؤيد الثاني. و ما في السير من بيان بسطة الأولين في الأعمار و الأجسام و شدتهم و طاقتهم على تحمل شدائد الأمور يعاضده.
و على هذا، فالحرج منفي في جميع الملل، و إنما يختلف الحال بحسب اختلاف أهلها، فما هو حرج بالقياس إلينا لم يكن حرجا حيث شرع، و لكن الامتنان بنفي الحرج في هذا الدين كما هو الظاهر من الآية، و رفع الأغلال و الآصار يمنع ذلك [9]. انتهى.
قوله (قدس سره): أما التكليف ما فوق السعة ما لم يصل إلى الامتناع العقلي، فلم يقع التكليف به في شرعنا، إن أراد بعض مراتبه، و هو ما كان في غاية الشدة