responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 79

و لكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما و ما يتقرّبان به إلى اللّه عزّ و جلّ، قلت: أ ليس اللّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا و زعمت أنّهم مجتمعون على الصّلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ مع المؤمن؟ قال: أ ليس قد قال اللّه عزّ و جلّ: يضاعفه لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً فالمؤمنون هم الذين يضاعف اللّه عزّ و جلّ لهم حسناتهم لكلّ حسنة سبعون ضعفا، فهذا فضل المؤمن و يزيده اللّه في حسناته على قدر صحّة إيمانه أضعافا كثيرة و يفعل اللّه بالمؤمنين ما يشاء من الخير، قلت:


مشروط بالايمان و هو مفقود في المسلم.

قوله: (قلت أ ليس اللّه عز و جل يقول مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا)

(1) لما حكم (ع) بأن للمؤمن فضلا على المسلم في الاعمال سأله حمران على سبيل التقرير او الاستفهام بأنك زعمت أن المؤمن و المسلم مجتمعون على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و غير ذلك من الطاعات و مكلفون جميعا بها و قال اللّه تعالى مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا و الموصول للعموم فهذه الآية مع ما زعمت تقتضى أن يكون المؤمن و المسلم متساويين في الفضل فكيف يكون للمؤمن فضل على المسلم في الاعمال، فأجاب (ع) بانه أ ليس قد قال اللّه تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً و هذا الجواب على فهمنا الفاتر يحتمل وجهين الاول أن القرض الحسن هو العبادة الواقعة على كما لها و شرائطها و شرائط قبولها و من جملة شرائطها هو الايمان فالمؤمنون هم الذين يضاعف اللّه عز و جل لهم حسناتهم لا غيرهم فيعطيهم لكل حسنة عشرة و ربما يعطيهم لكل حسنة سبعين ضعفا فهذا فضل المؤمن على المسلم و يزيده اللّه في حسناته على قدر صحة ايمانه و حسب كماله أضعافا كثيرة حتى أنه يعطيهم بواحدة سبعمائة أو أزيد و يفعل اللّه بالمؤمنين ما يشاء من الخير الّذي لا يعلمه الا هو كما قال: «وَ لَدَيْنٰا مَزِيدٌ» و الثانى ان تساويهم في فضل واحدة بعشرة على تقدير عموم الموصول لا يقتضي أن لا يكون للمؤمنين فضل على المسلم في الاعمال لانه تعالى يضاعف له أعماله أضعافا كثيرة فيعطيه لكل حسنة سبعين ضعفا فهذا فضل المؤمن على المسلم الى آخر ما ذكر و لعل الاول بالمعنى أقرب و الثانى بالعبارة أنسب، لا يقال ما دل من الآيات و الروايات على أن أعمال غير المؤمن يكون هباء منثورا ينافي الاحتمال الثانى فكيف التوفيق بينهما؟ لانا نقول لعل عمل غير المؤمن ينفعه في تخفيف العقوبة و رفع شدتها لا في دخول الجنة اذ دخولها مشروط بالايمان فهو هباء منثور باعتبار أنه لا يوجب دخول الجنة و نافع له في الجملة باعتبار أنه يوجب تخفيف العقوبة و اللّه يعلم حقيقة كلام وليه.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست