responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 48

الصادقة و الحسنة، ثمّ قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشدّ من العمل، و العمل الخالص: الّذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا اللّه عزّ و جلّ و النيّة أفضل من


لان مجرد كثرة العمل من غير خلوصه و جودته ليس أمرا يعتد به بل هو تضييع للعمر فيما لا ينفع. و الى إرادة الثانى

بقوله:

(و لكن أصوبكم عملا)

(1) لان صواب العمل و جودته و خلوصه من الشوائب الرذيلة يوجب القرب منه تعالى و له درجات متفاوتة يتفاوت القرب بحسبها كلما كان أصوب كان من الرد أبعد و من القبول أقرب، ثم بين الاصابة و حصرها فى أمرين

بقوله: (انما الاصابة خشية اللّه و النية الصادقة و الحسنة)

(2) تنبيها على أن قطع المسافة الى حظائر القدس لا يتصور بدونهما، و ذلك لان قطع المسافة العقلية يحتاج الى آلة و أسباب و دفع موانع كقطع المسافة الحسية فلا بد للسائر الى اللّه تعالى من أمرين أحدهما العمل الصالح و هو بمنزلة المركوب يوصل راكبه الى غاية مناه، و العمل الصالح لا يتحصل و لا يتقوم بدون نية صادقة حسنة، و هى أن يقصد بالعمل وجه اللّه تعالى و التقرب إليه لا غيره اذ لو قصد غيره قيد مركوبه بقيد وثيق يمنعه من الحركة من موضعه فيبقى متحيرا بل قد يرجع قهقرى الى أسفل السافلين باعانة قوم آخرين، و ثانيهما حفظ العمل الصالح عن الاحباط بارتكاب المحارم و ذلك انما يحصل بملكة الخشية و الخوف من اللّه سبحانه و هى حالة تحصل بملاحظة عظمة الحق و هيبته و مشاهدة جلال كبريائه و لذة قربه و قبح مخالفته و شناعة معصيته و سوء عاقبتهما و لذلك قال اللّه تعالى إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ. ثم أشار الى أن اصابة العمل و خلوصه ليس بمجرد وقوعه كذلك بل باعتبار بقائه و استمراره ما دام العمر كذلك أيضا

بقوله:

(الابقاء على العمل حتى يخلص اشد من العمل)

(3) روى المنصف (ره) فى باب الرياء باسناده عن على بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبى جعفر (ع) أنه قال: «الابقاء على العمل أشد من العمل، قال: و ما الابقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة و ينفق نفقة للّه وحده لا شريك له فتكتب له سرا، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى و تكتب له رياء» و فى الصحاح يقال: أبقيت على فلان اذا رعيت عليه و رحمته، و يحتمل أن يكون المقصود هنا أن رعاية العمل و حفظه عند الشروع فيه و بعده الى الفراغ منه و بعد الفراغ الى الخروج من الدنيا حتى يخلص و يصفو عن الشوائب الموجبة لنقصانه أو فساده أشد من العمل نفسه، و ذلك لان خلوصه و صفاءه لا يتحقق بمجرد أن يقول أصوم مثلا قربة الى اللّه

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست