responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 47

[الحديث الثالث]

3- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) كان يقول: طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدّعاء و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه و لم يحزن صدره بما اعطي غيره.

[الحديث الرابع]

4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا* قال: ليس يعني أكثر عملا و لكن أصوبكم عملا و إنّما الإصابة خشية اللّه و النيّة


قوله: (طوبى)

(1) أى الجنة أو طيبها أو شجرتها أو العيش الطيب أو الخير لمن أخلص للّه العبادة و الدعاء و قصده بهما لا غيره. و لم يشغل قلبه عن اللّه و طاعته بما ترى عيناه من متاع الدنيا و زخارفها الشهية و صورها البهية و لم ينس ذكر اللّه بالقلب و اللسان بما تسمع أذناه من الاصوات الداعية الى الدنيا و الكلمات المحركة عليها و لم يحزن صدره بما اعطى غيره من أسباب العيش و حرم هو، و الاتصاف بهذه الصفات العلية انما يتصور لمن قطع عن نفسه العلائق الدنية، و اللّه هو الموفق.

قوله: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)*

(2) قال اللّه تعالى تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيٰاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وصف نفسه أولا بان التصرف فى الممكنات منوط بيد قدرته الكاملة و ليس لاحد أن يمنعه من ذلك، و ثانيا بان قدرته نافذة فى كل واحد منها، و ليس لشيء منها اباء عن نفاذها، و ثالثا بأنه خلق الموت و و الحياة أى قدرهما أو أوجدهما، و فيه دلالة على أن الموت أمر وجودى، و المراد بالموت الموت الطارئ على الحياة أو العدم الاصلى فانه قد يسمى موتا أيضا، و تقديمه على الاول لانه ادعى الى حسن العمل و أقوى فى ترك الدنيا و لذاتها بالاختيار لملاحظة أن الترك لا بد منه بالاضطرار، و على الثانى ظاهر لتقدمه بحسب التقدير، ثم علل الوصف الاخير بقوله لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا* أى ليعاملكم معاملة المختبر مع صاحبه، فهو تمثيل لحاله بحال المشاهد المعلوم منا لزيادة التنوير و الايضاح، و قوله «أيكم» مفعول ثان لفعل البلوى باعتبار تضمينه معنى العلم. و وجه التعليل أن الموت داع الى حسن العمل لكمال الاحتياج إليه بعده و الحياة نعمة تقتضيه و توجب الاقتدار به، و ان اريد به العدم الاصلى فالمعنى أنه نقلكم منه و ألبسكم لباس الحياة لذلك الاختبار، و لما كان اتصافنا بحسن العمل يتحقق بكثرة العمل تارة و باصابته اخرى أشار الى نفى إرادة الاول

بقوله:

(و ليس يعنى أكثر عملا)

(3) يعنى لم يرد جل شأنه بقوله: «أَحْسَنُ عَمَلًا»* أكثر عملا

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست