3- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰاقال: فطرهم جميعا على التوحيد.
عنوان الباب و آخره فيدل على أن الفطرة ما أخذ عليهم من العهد بالربوبية و الاقرار بها و هم ذر، ثم الولادة يقع على ذلك حتى يقع التغيير من الابوين أو من طغيان النفس الامارة و مزاولة الشهوات و متابعة من الشيطان.
قوله: (و فيه المؤمن و الكافر)
(1) كلام آخر لبيان ما وقع في الميثاق من ايمان بعض و كفر آخرين لان الميثاق كما وقع بالربوبية و أقروا بها كذلك وقع بالنبوة و الولاية فمنهم من آمن بهما و منهم من كفر، ثم الكفر بهما يستلزم الكفر بالربوبية أيضا [1] يدل على جميع ذلك ظاهر كثير من الروايات.
قوله: (فطرهم جميعا على التوحيد)
(2) أى على معرفة الرب و الاقرار بالربوبية و الوحدانية و الكفر به وقع بعد ذلك باحتيال النفس و اغتيال الشيطان.
[1] قوله «يستلزم الكفر بالربوبية» أقول الاولى حمل قوله (ع) «و فيه المؤمن و الكافر» على أنه تعالى أخذ ميثاقهم على التوحيد و جعل فيهم قوة قبوله و استعداد فهمه على ما سبق من الشارح و كان فيهم من آمن بعد ذلك اذ جاء الى الدنيا و فيهم من كفر. و لا ينافى أن يكون فطرة الجميع على التوحيد و المعرفة و لكن ظهر لآدم (ع) حال ذريته في الدنيا و ان بعضهم سيخالفون الفطرة و يكفرون و بعضهم يوافقونها و ظهور حالهم فيما بعد مختلفا بالايمان و الكفر كما في كثير من الروايات لا يناقض كون فطرتهم على التوحيد. (ش)