4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ. حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ؟
قال: الحنيفيّة من الفطرة الّتي فطر اللّه النّٰاسَ عَلَيْهٰا لٰا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ، قال: فطرهم على المعرفة به، قال زرارة: و سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ- الآية؟ قال:
أخرج من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذرّ فعرّفهم و أراهم نفسه و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه و قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): «كلّ مولود يولد على الفطرة» يعني المعرفة بأنّ اللّه عزّ و جلّ خالقه، كذلك قوله: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ*.
قوله: (قال الحنيفية من الفطرة الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا)
(1) و هى دين الاسلام و معرفة الرب و الاقرار به، و يؤيده قوله تعالى «غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ» لوقوع الشرك به بعد الفطرة لامر يعتريهم، روى مسلم عن النبي (ص) قال: قال اللّه تعالى انى خلقت عبادى حنفاء كلهم و أنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم و حرمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بى ما لم أنزل به سلطانا اجتالتهم أى ذهبت بهم و ساقتهم الى ما أرادت من اجتال الشيء ذهب به و ساقه، و قوله: «اجتالتهم عن دينهم» صريح فى أن المراد بالحنيفية دين الاسلام و الاقرار بالرب.
قوله: (لٰا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ)
(2) بأن يكون كلهم أو بعضهم حين الخلق مشركين به بل كلهم مسلمين مقرين به.
قوله: (قال أخرج من ظهر آدم)
(3) أواخر أولاد آدم مثل أوائلهم و أواسطهم كانوا فى ظهر آدم و اللّه سبحانه أخرجهم على ما يتوالدون قرنا بعد قرن و نسلا بعد نسل فخرجوا كالذر فى الصغر و الحجم فعرفهم نفسه و أراهم بالرؤية العقلية الشبيهة بالرؤية العينية فى الظهور ليحصل لهم الربط به و يعرفوه فى دار الغربة و لو لا تلك المعرفة الميثاقية لم يعرف أحد ربه فى هذه الدار التى هى دار الفراق و لو لم يكن رابطة تلك المعرفة و سابقة تلك الرابطة لحصل الفراق الكامل و مع تحقق تلك الرابطة تحقق الفراق الكلى فى أكثر الناس فكيف مع عدمها.
قوله: (قال: قال رسول اللّه (ص): «كل مولود يولد على الفطرة» يعنى المعرفة بان اللّه عز و جل خالقه)
(4) الظاهر بالنظر الى سياق الكلام أن التفسير من كلام أبى جعفر (ع) و هذه المعرفة معنى الفطرة فى الآية المذكورة أولا و جوابهم ببلى منوط بهذه الفطرة المجبولة و التغيير انما يعرض من خارج كاضلال الابوين أو غيرهما، و قال بعض العامة و ذلك كما