responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 367

تجري دموعهم على خدودهم و هم يجأرون إلى ربّهم، يسعون في فكاك رقابهم. و أمّا النّهار فحلماء، علماء، بررة، أتقياء، كأنّهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى- و ما بالقوم من مرض- أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، من ذكر النار و ما فيها.


تحمل مشقة كثيرة في مدة قليلة لمنفعة جزيلة راحة طويلة أبدية سهل و تلك الراحة هى السعادة فى الجنة كما قال جل و عز «وَ جَزٰاهُمْ بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً».

(أما الليل فصافون أقدامهم تجرى دموعهم على خدودهم و هم يجأرون الى ربهم يسعون في فكاك رقابهم)

(1) جأر كمنع رفع صوته بالدعاء و تضرع و استغاث، و فيه اشارة الى كمالهم في القوة العملية بارتكاب العبادات و التضرع و الاستغاثة الى اللّه و الخوف منه و الترقب بما عنده من الكرامة و العفو ع التقصير، و ذكر الليل لان العبادة فيه أشق و أقرب الى القربة و القلب فيه أفزع.

(و أما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح، قد براهم الخوف من العبادة)

(2) أما النهار عطف على أما الليل و كلاهما يجوز فيه الرفع على الابتداء و النصب على الظرفية. و الحلم فضيلة تحت ملكة الشجاعة و هى الوسط بين رذيلتى المهابة و الافراط فى الغضب. و العلم اشارة الى كمالهم في القوة النظرية بالعلم النظرى و الشرعى و هو معرفة الصانع و صفاته و أحكامه الشرعية. و البر بالفتح و البار الصادق أو التقى و هو خلاف الفاجر و جمع الاول أبرار و جمع الثانى بررة مثل كافر و كفرة و فاسق و فسقة و المعنى أنهم خائفون من اللّه تعالى و تاركون جميع القبائح البدنية و النفسانية، و أشار الى ثمرة خوفهم بقوله: «كانهم القداح» و هى بالكسر جمع القدح بالكسر و التسكين و هو السهم قبل أن يراش و يركب عليه نصله و أشار الى وجه الشبه بقوله «قد براهم الخوف من العبادة» و براهم بفتح الباء و تخفيف الراء مثل هداهم من البرى «و هو تراشيدن تير» يعنى قد براهم الخوف كبرى القداح في النحافة و الدقة و انما يفعل الخوف ذلك لاشتغال النفس المدبرة للبدن بسبب الخوف عن النظر في صلاح البدن و وقوف القوة الشهوية و الغاذية عن أداء بدل ما يتحلل.

(ينظر إليهم الناظر)

(3) من أهل الدنيا الّذي طوره غير طورهم (فيقول مرضى)

(4) أى هم مرضى نظرا الى نحافة أجساهم

(و ما بالقوم من مرض أم خولطوا)

(5) أى اختلت عقولهم نظرا الى تكلمهم بكلام خارج عن دركه

(فقد خالط القوم أمر عظيم)

(6) و هو الخوف من ذكر النار و ما فيها و فيه اشارة الى ما يعرض لبعض العارفين عند ذكر النار و ما فيها و اتصال نفسه بالملاء الاعلى، و اشتغاله عن تدبير البدن و ضبط حركاته و سكناته على نحو حركات أهل الدنيا و سكناتهم من تحول جسمه و تغير هيئته و تكلمه بكلام خارج عن طور كلامهم مستبشع عندهم فينبسه

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست