responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 366

من أشفق من النّار رجع عن المحرّمات، و من زهد في الدّنيا هانت عليه المصائب.

ألا إنّ للّه عبادا كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلّدين و كمن رأى أهل النّار في النّار معذّبين، شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، حوائجهم خفيفة، صبروا أيّاما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة، أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم


كان ادامه الجوع، و سراجه بالليل القمر، و ظلاله في الشتاء مشارق الارض، و فاكهته و ريحانه ما تنبت الارض للبهائم، و لم تكن له زوجة تفتنه، و لا ولد يحزنه، و لا مال يلفته، و لا طمع يذله، دابته رجلاه، و خادمه يداه» قوله «و كان ادامه الجوع» وجهه قيام بدنه بالجوع كقيامه بالادام. و قوله «ظلاله- الى آخره» وجهه استتاره عن البرد بها كاستتاره بالظلال

(ألا و من اشتاق الى الجنة سلا عن الشهوات)

(1) أى نسيها و منع نفسه منها

(و من أشفق من النار رجع عن المحرمات)

(2) جمع الحرمة كالغرفات جمع الغرفة، و ذلك لان الاشتياق الى الشيء يستلزم التوسل بسببه و الاشفاق من الشيء يستلزم التحرز من سببه

(و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب)

(3) لان المصائب الدنيوية كلها راجعة الى فوات الدنيا و من زهد فيها سهل فواتها عنده و لا يحزن به.

(ألا ان اللّه عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين و كمن رأى أهل النار في النار معذبين)

(4) اشار به الى أن العارف و ان كان في الدنيا بجسده فهو في مشاهدة بعين بصيرته لاحوال الجنة و سعادتها و أحوال النار و شقاوتها كالذين شاهدوا الجنة بعين حسهم و تنعموا فيها و كالذين شاهدوا النار و عذبوا فيها كما مر في حديث حارثة و هى مرتبة عين اليقين و بحسب هذه المرتبة كانت شدة شوقهم الى الجنة و شدة خوفهم من النار.

و أشار الى بعض أحوال هؤلاء

بقوله: (شرورهم مأمونة)

(5) لان علمهم بقبح عاقبة الشر يمنعهم عن القصد له و التوجه إليه و لان مبدأ الشر محبة الدنيا و هم بمعزل عنها.

(و قلوبهم محزونه)

(6) من احتمال تقصيرهم فيما مضى أو فيما يأتى و عدم علمهم بعاقبة امورهم و بما يفعل بهم في الدنيا و الآخرة، و خوفهم من ألم الفراق و العقبات المستقبلة و لا يسكن حزنهم و لا تطمئن قلوبهم حتى يخرجوا من الدنيا.

(أنفسهم عفيفة)

(7) لاعتدال قوتهم الشهوية و وقوعها على الوسط بين رذيلتى الخمود و الفجور فلا يعجزون عن الحق و لا يميلون الى الفجور

(حوائجهم خفيفة)

(8) لاقتصارهم في الدنيا على القدر الضرورى منها

(صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة)

(9) اريد بأيام قليلة مدة عمرهم و هم صبروا فيها على المكاره و الشدائد و ترك الدنيا و احتمال أذى الخلق و القيام بالتكاليف، و في ذكر قلة مدة الصبر و استعقابه للراحة الطويلة ترغيب في الصبر لان

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست