الحسن (عليه السلام) قال: قال لي- و جرى بيني و بين رجل من القوم كلام فقال لي-:
ارفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه و لا خير فيمن كان كفره في غضبه.
[الحديث الحادي عشر]
11- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسّان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: الرّفق نصف العيش.
[الحديث الثاني عشر]
12- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ اللّه يحبّ الرّفق و يعين عليه، فإذا ركبتم الدّوابّ العجف فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها و إن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها.
[الحديث الثالث عشر]
13- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): لو كان الرّفق خلقا يرى ما كان ممّا خلق اللّه شيء أحسن منه.
[الحديث الرابع عشر]
14- أبو عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن-
قوله: (فان كفر أحدهم فى غضبه)
(1) الغضب كثيرا ما يفضى الى الكفر بمعنى الارتداد و الجحود و أما الكفر بمعنى ترك المأمور به فهو لازم له قطعا.
قوله: (الرفق نصف العيش)
(2) العيش الطيب يحصل بالكفاف و الرفق الموجب التودد و التآلف فالرفق نصف العيش خصوصا مع الخدمة و العبيد و الاهل، و من الرفق بهم أن يصفح عن زلاتهم و أن يكلفهم دون طاقتهم و ان يطعمهم و يلبسهم ما يطعمه و يلبسه.
قوله: (فاذا ركبتم الدواب العجف)
(3) الفرس الاعجف الضعيف المهزول و الانثى العجفاء و تجمع على عجف كصماء على صم و على عجاف بالكسر على غير قياس لان أفعل فعلاء لا يجمع على فعال، و انما خص العجف بالذكر لان رعاية حالها أهم و الا فالحكم- و هو
قوله: (فانزلوها منازلها)
(4) أى منازلها اللائقة بحالها من حيث الماء و الكلاء- غير مختص بها لجريانه فى غير المهزولة أيضا
(فان كانت الارض مجدبة فانجوا عنها)
(5) أجدب الارض وجدها مجدبة لا عشب فيها و لا كلاء من الجدب و هو القحط، و نجا ينجو بالجيم اذا أسرع فى السير و نجا من الامر اذا خلص و أنجاه غيره. و فى طرق العامة عنه (ص) «اذا سافرتم فى الجدب فاستنجوا أى أسرعوا فى السير لتخلصوا منه». و فى رواية اخرى لهم «فانجوا» كما فيما نحن فيه
(و ان كانت مخصبة فانزلوها منازلها)
(6) الخصب بالكسر النماء و البركة خلاف الجدب و هو اسم من أخصب المكان بالالف فهو مخصب و أخصب اللّه الموضع اذا انبت فيه العشب و الكلاء.