ميمون، عمّن حدّثه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إنّ اللّه رفيق يحبّ الرّفق و من رفقه بكم تسليل أضغانكم و مضادّة قلوبكم و إنّه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه عليه حتّى يحوّله بالناسخ كراهية تثاقل الحقّ عليه.
[الحديث الخامس عشر]
15- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): ما اصطحب اثنان إلّا كان أعظمهما أجرا و أحبّهما إلى اللّه عزّ و جلّ أرفقهما بصاحبه.
[الحديث السادس عشر]
16- أبو عليّ الأشعري. عن محمّد بن حسّان، عن الحسن بن الحسين، عن الفضيل ابن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من النّاس.
(باب التواضع)
[الحديث الأول]
1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: أرسل النجاشيّ إلى جعفر بن أبي طالب و أصحابه فدخلوا عليه و هو في بيت له جالس على التّراب و عليه خلقان الثياب قال (عليه السلام): فقال جعفر فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلمّا رأى ما بنا و تغيّر وجوهنا قال: الحمد
قوله: (و من رفقه تسليل اضغانكم و مضادة قلوبكم)
(1) لعل المراد بمضادة القلوب ما يضاد الحكمة و الاخلاق الفاضلة. و بالرفق فى تسليلها الامر بازالتها تدريجا بالحكمة العملية و الآداب الشرعية لا دفعة فان ازالتها دفعة صعب و اللّه سبحانه لرفقه بعباده لم يكلفهم بها.
قوله: (و انه ليريد تحويل العبد عن الامر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق عليه)
(2) لعل الكراهية علة لتحويله بالناسخ و الحق الامر المنسوخ و وجه التثاقل ان النفس يثقل عليها الامر المكرر و تنشط بالامر الجديد، او علة لتحويله بالناسخ دون جمعه معه مع ان فى كلا الامرين صلاح العبد الا ان الرفق يقتضي النسخ لئلا يتثاقل الحق عليه. و اللّه اعلم.
قوله: (من كان رفيقا فى أمره نال ما يريد من الناس)
(3) لان رفقه بهم يوجب ميل القلوب إليه و التألف و التودد بينهم و له مدخل عظيم لنيل المقصود منهم.
قوله: (قال ارسل النجاشى)
(4) النجاشى ملك الحبشة مخفف عند الاكثر (و عليه الخلقان الثوب)
(5) خلق الثوب بالضم اذا بلى و هو خلق بفتحتين و الجمع خلقان و فى بعض النسخ «الثياب» و الاضافة من باب جرد قطيفة