4- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) في أوّل دخلة دخلت عليه: تعلّموا الصدق قبل الحديث.
[الحديث الخامس]
5- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي كهمس قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): عبد اللّه بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال عليك و (عليه السلام) إذا أتيت عبد اللّه فاقرأه السلام و قل له: إنّ جعفر بن محمّد يقول لك:
انظر ما بلغ به عليّ (عليه السلام) عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فألزمه، فإنّ عليّا (عليه السلام) إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) بصدق الحديث و أداء الأمانة.
[الحديث السادس]
6- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي إسماعيل البصري، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): يا فضيل إنّ الصادق أوّل من يصدّقه اللّه عزّ و جلّ، يعلم أنّه صادق و تصدّقه نفسه تعلم أنّه صادق.
[الحديث السابع]
7- ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّما سمّي إسماعيل صادق الوعد لأنّه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة، فسمّاه اللّه عزّ و جلّ صادق الوعد، ثمّ [قال] إنّ الرّجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل:
صدقه و هى الخوف من اللّه و الفرار من اللوم فى وقت ما و هو وقت أن يسأل عن أعماله الصالحة و اضطراره الى الجواب عنها يبعثه على تزكية الاعمال.
قوله: (قال قال لى أبو جعفر (ع) فى أول دخلة دخلت عليه تعلموا الصدق قبل الحديث)
(1) الظاهر أن القبل متعلق بتعلموا و فيه ترغيب فى التفكر فى الكلام لتعرف الصدق، ثم التكلم به و مثله قول أمير المؤمنين (ع) «لسان العاقل وراء قلبه، و قلب الاحمق وراء لسانه» يعنى أن العاقل يعلم الصدق و الكذب أولا و يتفكر فيما يقول ثم يقول ما هو الحق و الصدق و الاحمق، يتكلم و يقول من غير تأمل و تفكر فيتكلم بالكذب و الباطل كثيرا و انما قلنا الظاهر لاحتمال أن يكون بدلا عن قوله «فى أول دخلة» أو متعلقا بقال، يعنى قال (ع) ابتداء قبل التكلم بكلام آخر تعلموا الصدق و لكنه بعيد لفظا و معنى.
قوله: (ان الصادق أول من يصدقه اللّه)
(2) فالكاذب أول من يكذبه اللّه ثم نفسه و فيه ترغيب فى الصدق و تنفير عن الكذب لان العاقل يتنفر عن تكذيب المخاطب و يستنكف منه كما قال موسى (ع)«رَبِّ إِنِّي أَخٰافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ» فكيف اذا كان المخاطب هو اللّه عز و جل.