9- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبد الحميد قال: حدّثني يحيى بن عمرو، عن عبد اللّه بن سنان قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى بعض أنبيائه (عليهم السلام) الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد.
[الحديث العاشر]
10- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشاء عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: هلك رجل على عهد النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) فأتي الحفّارين فاذا بهم لم يحفروا شيئا و شكوا ذلك إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقالوا:
يا رسول اللّه ما يعمل حديدنا في الأرض، فكأنّما نضرب به في الصفا، فقال: و لم إن كان صاحبكم لحسن الخلق، ايتوني بقدح من ماء، فأتوه به، فأدخل يده فيه، ثمّ رشّه على الأرض رشّا ثمّ قال: احفروا، قال: حفر الحفّارون، فكأنّما كان رملا يتهايل عليهم.
[الحديث الحادي عشر]
11- عنه، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
إنّ الخلق منيحة يمنحها اللّه عزّ و جلّ خلقه، فمنه سجيّة و منه نيّة، فقلت: فأيّتهما
أسباب العشرة و الخلطة و التعاون و ذلك يوجب تعمير الديار و البلاد، و أما أنهما يزيدان الاعمار فبالخاصية أو باعتبار [1] دعاء كل لكل أو باعتبار أنهما يوجبان رفع العداوة الموجبة للقتل و الفساد.
قوله: (ان كان صاحبكم لحسن الخلق)
(1) ان مخففة بدليل اللام فى خبر كان و ليس للشرط و «ايتونى» جزاء بل هو ابتداء كلام. فكانما كان رملا يتهايل عليهم أى يصب عليهم من هلت الدقيق فى الجراب هيلا من باب ضرب صببته. و قال أبو زيد هلت من التراب صببته بلا رفع اليدين. و يقرب منه قول الازهرى هلت التراب الرمل و غير ذلك اذا أرسلته فجرى، و بعضهم يقول هلت الرمل حركت أسفله فسال من أعلاه.
قوله: (ان الخلق منيحة يمنحها اللّه عز و جل خلقه)
(2) المنيحة و المنحة العطية و المنح
[1] قوله «فبالخاصية او باعتبار» و الظاهر أن طول العمر بسبب أن شراسة الطبع و سوء الخلق يوجبان هيجان الروح و قلق النفس و اضطراب القلب و امراض الاعصاب و الدماغ و ربما يوجب شدة الغضب فجأة أو سكتة. (ش)