responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 291

أفضل؟ فقال: صاحب السجيّة، هو مجبول لا يستطيع غيره و صاحب النيّة يصبر على الطاعة تصبّرا، فهو أفضلهما.

[الحديث الثاني عشر]

12- و عنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن عليّ، عن عبد اللّه بن إبراهيم عن عليّ بن أبي عليّ اللّهبي، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه، يغدو عليه و يروح.


الاعطاء فمنه سجية و منه نية، السجية الخلق و الطبيعة و النية المكتسبة بقرينة المقابلة يقال نويته أنويه أى قصدته، و الاسم النية مثقلة و التخفيف لغة. و هذا صريح فى أن الخلق منه طبيعى عزيزى خلقه اللّه فى بدء الفطرة و منه مكتسب بأن يتمرن عليه حتى يصير كالغريزة فبطل قول من قال أنه غريزه لا مدخل للاكتساب فيه [1] و صاحب النية تصبر على الطاعة تصبر أ فهو أفضلهما يشير إليه قول أمير المؤمنين (ع) «و عود نفسك الصبر على المكروه فنعم الخلق التصبر» و فيه اشارة الى الصبر المكتسب و الترغيب فيه؛ و المراد بالتصبر مشقته بتكلف تحمل الصبر لكونه غير خلقى و هو محمود عند الخالق و مشكور لدى الخلائق و ليس المراد به اظهار الصبر مع عدم اتصافه به اذ لا محصل له.

قوله: (قال ان اللّه تبارك و تعالى ليعطى العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطى المجاهد فى سبيل اللّه)

(1) لاشتراكهما فى حفظ نظام الخلق و رعاية حقوق أهل الايمان و أصل الجهاد مع النفس و العدو.

(يغدو عليه و يروح)

(2) حال عن المجاهد أى يغدو المجاهد على سبيل اللّه أى يذهب فيه أول النهار أو مطلقا و يروح و يرجع أو يذهب فى آخره أو مطلقا، و المقصود أن ثواب العبد فى حسن خلقه مثل ثواب هذا المجاهد الساعى فى الجهاد المستمر فيه، و فى المصباح غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة و هى ما بين صلاة الصبح و طلوع الشمس ثم كثر حتى استعمل فى الذهاب و الانطلاق أى وقت كان و راح يروح رواحا أى رجع كما فى قوله تعالى «غُدُوُّهٰا شَهْرٌ وَ رَوٰاحُهٰا شَهْرٌ» أى ذهابها شهر و رجوعها شهر و قد يتوهم بعض الناس أن الرواح لا يكون الا فى آخر النهار و ليس كذلك بل الرواح و الغدو عند العرب يستعملان فى المسير أى وقت كان من ليل أو نهار قاله الازهرى و غيره، و عليه قوله (ع) «من راح الى الجمعة فى أول النهار فله كذا» أى ذهب.


[1] قوله «لا مدخل للاكتساب فيه» و الا لزم الجبر و التكليف بما لا يطاق اذ أمر بتحصيل الحسن و الفضائل و اوعد على القبائح. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست