responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 289

الشمس الجليد.

[الحديث الثامن]

8- عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: البرّ و حسن الخلق يعمران الدّيار و يزيدان في الأعمار.


الاذابة. مثت الشيء أميثه و اموثه- من بابى باع و قال- فانماث اذا ذقته و خلطته بالماء و أذبته و الجليد هو الماء الجامد من البرد، و ذلك لان الحسن الخلق لكونه مستلزما لكثير من الفضائل الظاهرة و الباطنة يطهر الظاهر و الباطن من الاعمال القبيحة، فانه يمنع اليد من الضرب و اللسان من الشتم و الفحش و القلب من الحقد و الحسد و الكبر و قس على ذلك [1].

قوله: (البر و حسن الخلق يعمران الديار و يزيدان فى الاعمار)

(1) لانهما من أعظم


[1] قوله فى ص 287 «بحسب تفاوت الجذبات الربوبية» الانسان لا يجد بالأدلّة العقلية و البراهين العلمية أكثر من علم اجمالى بوجود الواجب تعالى و عرفان غيبى تعارضه الاوهام الكثيرة بخلاف ما اذا وجده بالكشف و الشهود نظير ما يجد فى نفسه من عشقه و شوقه و خوفه و رغبته و تقواه و فجوره و لذته و ألمه الى غير ذلك من ملكاته و حالاته بحيث لا يشك فى هذه الحالات من نفسه و لا يعارضه معارض من أوهامه كذلك يمكن أن يجد فى نفسه ارتباطه مع مبدأ قادر قيوم حكيم و تعلقه به و يعرف فى هذا التعلق صفاته تعالى و أسمائه و سائر ما يمكن له معرفته من المبدأ عز و جل و به يتم ايمانه و يكمل و يصير بمنزلة من رآه بعينه و يكلمه فى خلواته و يونسه فى وحشته و لا يشك فيه كما لا يشك فى جوعه و شبعه و لا يعارضه وهمه و لا يمكن الاتصال بالمبدإ الا برفض الرغبة الى الدنيا فيترتب عليه ترك الحسد و البخل و الحرص و السرقة و الكذب و الخيانة فان ارتكاب هذه و أمثالها ليس الا للدنيا و تحصيل المال أو الجاه و مٰا جَعَلَ اللّٰهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ حتى يجب باحدهما الدنيا و بالآخر اللّه تعالى، كما أن المستغرق فى الدنيا يترك اللّه لا محالة و المستغرق فى حبه تعالى يترك الدنيا اذا تعارضا. (ش) قوله أيضا فى ص 287 «بل قيل تعلقها به أكثر» هو الظاهر من أحاديث هذا الباب و العجب ان الناس تركوا علم الاخلاق و العمل بما يقتضيه هذا العلم و اقتصروا على الاعمال الظاهرة و ظنوا انحصار السعادة الاخروية فيها و لا يهتمون بتزكية النفوس من مهلكاتها عشر ما يهتمون بازالة النجاسات عن أثوابهم و هو من مضلات الفتن و قال اللّه تعالى «يَوْمَ لٰا يَنْفَعُ مٰالٌ وَ لٰا بَنُونَ إِلّٰا مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» و قال «لَنْ يَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ» و قال تعالى «وَ نَفْسٍ وَ مٰا سَوّٰاهٰا فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا» و لكن اقبالهم على الفقه انما هو لقرب مسائله من المحسوسات و كونها أقرب الى الفهم و العمل، و يظهر العدالة و الفسق بالاعمال الظاهرة دون الملكات. و الحقوق المالية يحفظ بالفقه و يطلب باحكامه و لذلك ظنوا احتياجهم الى الفقه أشد من علم الاخلاق. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست