يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، فليس اولئك منّا و لسنا منهم، قال: فما التالي؟ قال: المرتاد يريد الخير يبلّغه الخير يوجر عليه. ثمّ أقبل علينا فقال: و اللّه ما معنا من اللّه براءة و لا بيننا و بين اللّه قرابة و لا لنا على اللّه حجّة و لا نتقرّب إلى اللّه إلّا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعا للّه تنفعه ولايتنا، و من كان منكم عاصيا للّه لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغترّوا، ويحكم لا تغترّوا.
[الحديث السابع]
7- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
وسطا بين طرفى الافراط و التفريط، أو كونوا أهل النمرقة الوسطى كما هو شأن أهل الشرف و المجد. اما على حذف المضاف و هو الاهل، او على ارادتهم من النمرقة مجازا من باب تسمية الحال باسم المحل أو تسمية أحد المتجاورين باسم صاحبه و وجه التشبيه أو الغرض منه هو قوله يرجع إليكم الغالى و يلحق بكم التالى. و قيل كونوا ذوى النمرقة الوسطى بحذف المضاف، و النمرقة العليا للرسول و عترته المعصومين (عليهم السلام). و النمرقة الدنيا لعبيد الدنيا و أبنائها فأمر (ع) بالوسطى، لان من استقر عليها و تمسك بها اطمأن على الحق و استقر دينه على الهدى و أمن من الضلال و الردى كما أن من اتكأ على النمرقة الوسطى استقر عليها و وثق بالراحة مطمئنا آمنا من التعب.
(قال قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا)
(1) فسر الغالى بأخص صفاته التى بها يمتاز عن غيره و هو أنه يقول بأن واحدا من الائمة إله أو يجرى عليه ما هو من أخص صفاته تعالى من غلا في الدين غلوا من باب قعد تصلب و تشدد حتى جاوز الحد.
(قال المرتاد يريد الخير)
(2) فسر التالى بأنه المرتاد أى الطالب، من ارتاد الرجل الشيء اذا طلبه و المطلوب اعم من الخير و الشر فقوله يريد الخير تخصيص و بيان للمعنى المراد هنا
(يبلغه الخير يوجر عليه)
(3) من الابلاغ و التبليغ و هو الايصال، و فاعله معلوم بقرينة المقام أى من يوصله الى الخير المطلوب له يوجر عليه لهدايته و ارشاده.
(ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا)
(4) بالغين المعجمة في الموضعين من الاغترار بالولاية و الشفاعة و قد ذكرنا سابقا أن الشفاعة قد لا تنال أحدا الا بعد تلبثه في جهنم زمانا طويلا فلا ينبغى ترك العمل و الاغترار بها أو بالفاء فيهما من الفتور في العمل و التكرير للتأكيد أو بأحدهما في الاول و بالاخرة في الاخر.