عن معاصي اللّه، فيقول اللّه عزّ و جلّ: صدقوا، ادخلوهم الجنّة و هو قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ.
[الحديث الخامس]
5- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) يقول:
لا يقلّ عمل مع تقوى و كيف يقلّ ما يتقبّل.
[الحديث السادس]
6- حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة،- شيعة آل محمّد- كونوا النمرقة الوسطي يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي، فقال له رجل من الأنصار
بعض الغزوات «رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر و هى جهاد النفس» و اذا حصلت لهم تلك الغنيمة و تمكنت فيهم هذه العزيمة أمكن لهم الدخول في الجنة قبل فراغ الناس من الحساب لان اولئك هم المتقون الذين صبروا في دار الدنيا و أدوا حسابهم فيها، و قد قال اللّه تعالى إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ لان الحساب انما هو على من خلط عملا صالحا و اخر سيئا، و أما المتقون فلا حساب عليهم كما لا حساب على المشركين فانهم يدخلون النار بغير حساب.
قوله: (لا يقل عمل مع تقوى)
(1) كل عمل بنى على التقوى لا يقل لكونه عظيما في ذاته و كثيرا ينمو عند اللّه تعالى مع توقفه على كثير من الاعمال القلبية التى لا توجد الا بالمجاهدات النفسانية، و لا يهدم و لا يلحق بانيه الخسران كما قال عز و جل: أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ تَقْوىٰ مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ» ثم أكد ذلك و أشار الى أنه لا ينبغى أن يعد قليلا
بقوله:
(و كيف يقل ما يتقبل)
(2) لان العمل مع التقوى مقبول قطعا لقوله تعالى: إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
قوله: (كونوا النمرقة الوسطى)
(3) النمرقة و سادة و هى بضم النون و الراء و بكسرهما و بغير هاء و جمعها نمارق، و لعل المراد كونوا بين الناس كالنمرقة الوسطى بين النمارق في الشرف و الحسن لان النمرقة الوسطى أشرف النمارق و أحسنها [1] و المقصود كونوا امة
[1] قوله «أشرف النمارق و أحسنها» لا يجب أن يكون الوسطى أشرف النمارق و لا حاجة الى هذا أيضا بل المراد كون النمرقة الوسطى مستندة للطرفين اذ يعتمد عليها الجلاس من جانبيها بخلاف النمرقة الموضوعة في طرف فانها يعتمد عليها الجالس في أحد جانبيها، و ليس في جانبها الاخر مكان يجلس أحد فيه فيتّكئ عليها و بالجملة النمرقة الوسطى و سادة موضوعة في مكان يمكن أن يتكئ عليها جالس من طرف و جالس آخر من طرف آخر بخلاف الوسادة الموضوعة في الطرف اذ لا يتكئ عليها الا من جانب واحد، و كذلك اتباع الائمة (عليهم السلام) يجب أن يرجع كل من الطرفين إليه و يعتمد في رأيه عليه. (ش)