responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 229

عدوّ، و ما تنال و لا يتنا إلّا بالعمل و الورع.

[الحديث الرابع]

4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من النّاس فيأتون باب الجنّة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون:

نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه و نصبر


يخلق خلقه فمن خلقه اللّه سعيدا لم يبغضه أبدا و ان عمل شرا أبغض عمله و لم يبغضه و ان كان شقيا لم يحبه أبدا و ان عمل صالحا أحب عمله و أبغضه لما يصير إليه فاذا أحب اللّه شيئا لم يبغضه أبدا و اذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا».

(و ما تنال ولايتنا الا بالعمل و الورع)

(1) أى الاتيان بالطاعات و الاجتناب عن المنهيات، قال بعض المحققين للورع أربع درجات الاولى: ورع التائبين و هو ما يخرج به الانسان عن الفسق و هو المصحح لقبول الشهادة، الثانية ورع الصالحين و هو الاجتناب عن الشبهات خوفا منها من الوقوع في المحرمات. الثالثة: ورع المتقين و هو ترك الحلال خوفا من أن ينجر الى الحرام مثل ترك التحدث بأحوال الناس لمخافة أن ينجر الى الغيبة. الرابعة: ورع السالكين و هو الاعراض عما سواه تعالى خوفا من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعالى و ان علم أنه لا ينجر الى الحرام.

قوله: (اذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس)

(2) العنق الرقبة، و النون مضمومة للاتباع في لغة حجاز و ساكنة في لغة تميم، و المراد بها الجماعة من الناس.

(فيقولون كنا نصبر على طاعة اللّه و نصبر على معاصى اللّه)

(3) لا ريب في أن النفوس البشرية مائلة الى اللذات، هاربة عن المشقات، و أن المعاصى لذات حاضرة و الطاعات مشقات ظاهرة فالنفس تريد المعاصى و تهرب عن الطاعة. و لذلك ورد في بعض الادعية «اللهم لا تكلنى الى نفسى طرفة عين فانك ان تكلنى الى نفسى أقرب الى الشر و أبعد من الخير» فمن حاولها بحسن تقديره و ملك زمامها بلطف تدبيره حتى صرفها عن مرامها و استخرجها عن مقامها و حبسها في مرابض العبادة و مرابط الطاعات و صبر على مجاهدتها ملك غنيمة عظيمة هى رأس مال الصابرين و أقوات قلوب السالكين و الزاد في السير الى رب العالمين و أسباب الدخول في الجنة التى اعدت للمتقين، و إليه أشار أمير المؤمنين (ع) «ان اللّه جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط الفجرة» و انما جعل الطاعة غنيمة الاكياس و هم الذين لهم جودة القرائح لانهم يأخذونها بالمحاربة مع النفس الامارة كما يأخذ الغانمون الغنيمة بالجهاد مع الكفار بل جهادهم أعظم من الكفار كما قال (ص) بعد رجوعه من

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست